المخاطبين بهذا يعلمون المطلوب والمرغوب من هذا التاريخ أن النسب والفضائل والخصائل والمحامد وغير ذلك مما يقتدى به، وينشط ذوي الهمم إلى الإتيان بمثله، ويبعث ذا العزائم على التحلي بجليه، ويرشد أولي الأمر إلى التنافس في خلاله، وبالتالي هدم الاستسلام لبعض الخرافات والأوهام، ونحو ذلك مما يحاجون به من الجهال والحساد والطعن في النسب وفي الدين وفي المروءة وسائر الأعمال التي يغضون بها كرامتهم وقد سمعنا بأذننا هذه أن الزواوة رومان وأبناء طالوت وجالوت إلى غير ذلك من القذائف السامة، والغارات الخانقة، والنيران السائلة، التي يرميها إليهم أجلاف من أعراب الوطن، وسخفاء العقول من حضر المدن، الذين لم يعمل فيهم القرآن ولا السلطان، وقال تعالى:{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وأن عقولهم محجورة ومحجوبة عن فهم سورة الحجرات وفي قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقر، فأبوا إلا أن دعوة الجاهلية الخبيثة كما في صحيح البخاري «دعوها فإنها خبيثة» ورأينا بأعيننا هذه أعينا تزدري الزواوة ولا تبالى ولو تلونا عليهم {ولا أقول للذين تزدري أعينهم لن يؤتيهم الله خيرا وإذا مروا بمم يتغامزون}، ونحو ذلك من التصريح والتلويح والتعريض كقول العامة في القطر النبي عربي ولم يدر الجهول أنه آذى النبي والإسلام بقوله ذلك تعريضا وتعنيفا فإن السامع الجاهل مثله يقول له إذا كان النبي للعرب فقط وإليهم بعث بالخصوص فلا يلزمنا الإيمان به ولا العمل بشريعته وأهل العلم منا يقولون لهؤلاء الأرذال المجادلين بالباطل إن هذه الدعوى التي تدعونها من الخصوصية والأفضلية