ليست من الإسلام في شيء إنما هو من دعوى اليهود في اليهودية وذلك أن غير اليهودي إذا تهود لا تكون له درجة اليهودي في الأفضلية بلغ ما بلغ والإسلام نادى بالمساواة والإخاء والحرية التامات وأن درجة بلال الحبشي البربري وسلمان الفارسي وصهيب قد لا يبلغها كثير من قريش وقال صلى الله عليه وسلم «سلمان منا» وقال: «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه»(١) وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم في العجم وقال في الروم: «والروم ذات قرون كلما هلك قرن خلفه قرن، وهم أهل صخر وبحر هيهات آخر الدهر» من حديث طويل والمعنى أن الروم رجال عظام ولكن العرب العوام بل وغير العوام مغرورون ومخدوعون كما قدمنا هذا الكلام حين ذكرنا العجم وحقه أن يراجع ويحرر بماء العسجد وإني أقول ما قال ابن عباس رضي الله عنه لرجل شتمه: أتشتمني وفي ثلاث خصال أني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأحبه ولعلي لا أقاضي إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث يصيب البلاد من بلاد المسلمين فأفرح به وما لي بها من سائمة ولا راعية وإني لآتي على آية من كتاب الله تعالى فوددت أن المسلمين كلهم يعلمون منها مثل ما أعلم اهـ هذا ما نقول للذين يقولون أقوالا ولا يعرفوها وإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا.
(١) نعم فقد انحط الزواوة في هذا العهد الأخير انحطاطا يؤسف له ولكنهم كسائر الأمم الإسلامية الشرقية المصابة في نظامها وتعاليمها المخالفة لمقتضى الحال العصرية من اندفاع الأمة كلها شرقا وغربا إلى التصوف فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وفي السياسة والعلوم العصرية ومعارفها التجارية والكيمياوية وسائر المعارف.