(استعمار بربري) وهو أمر لا يقول به أحد ولن يصدقه أحد، لأنه أيا من كتب التاريخ (على اختلاف مدارسها) لم تذكر مثل هذا الاستعمار البربري للمشرق، إذن فإن الأمر المنطقي هو العلاقة "القديمة جدا والمتواصلة والمتساوية" بعن الجهتين المشرق والمغرب، إذ أننا نجد بعد تشابه الأماكن تشابها في العشائر في علاقة تاريخية ثقافية قديمة متطابقة.
وهذه العلاقة وحدها التي يمكن أن تفسر لنا لماذا كان أبوليوس يعبد آلهة المصريين ولماذا عبد البربر آلهة الفينقيين، ولماذا كان البربر ضمن فراعنة مصر والذين كانت تتبعهم الشام والجزيرة العربية، ولماذا جوهر الصقلي البربري هو الذي بنى القاهرة المصرية ولماذا طارق بن زياد هو قائد الجيش العربي الذي فتح إسبانيا ... وهي التي تفسر لنا لماذا لم تنتشر المسيحية انتشارا واسعا بين البربر رغم طول القرون بينما اعتنقوا بشكل شامل الإسلام العربي في أقل من أربعين سنة .. إنه لولا تلك العلاقات القديمة والمتواصلة والمتساوية لما أمكن للعرب إقناع البربر بالإسلام، في الوقت الذي عجزت فيه أوروبا عن إقناعهم بالمسيحية وهذه العلاقة القديمة المتواصلة والمتساوية والتشابه العشائري يفسرها النظام الاجتماعي العشائري القبلي بين البربر والعرب ويقول في ذلك آخر بحث صدر في الموضوع وهو بحث الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذي سبقت الإشارة إليه، يقول في صفحة ٨٧ (والتنظيم الاجتماعي للبربر لم يختلف كثيرا عن مثيله بين العرب حيث يتمحور حول القبيلة والعشيرة، ومن البربر من استوطن واحترف الزراعة منذ قديم الأزل. ومن قبائلهم من احترف الرعي وعاش حياة البداوة ... وقد حاولت فرنسا في أثناء احتلالها