لأقطار المغرب، أن تحدث الفرقة بين العرب والبربر ولكن الجماعتين قاومتا تلك المحاولة معا بشدة وحسم. كما اشترك العرب والبربر بالتساوي في النضال ضد الاستعمار الفرنسي في كل بلاد المغرب).
ولعلنا نلاحظ هنا أن فرنسا حاولت "تأبيد النظام الاجتماعي العشائري في منطقة القبائل بقصد منع تطور المنطقة، وحصدت غير ما كانت تتوخى، إذ أنها بذلك "حافظت" دون أن ترغب، على التشابه بين هذا النظام البربري مع شقيقه العربي سواء في الجزائر أو المغرب العربي أو في الوطن العربي عموما. كما نلاحظ هنا أن الوطنية ومفهوم الوطن عند البربر مر بنفس المراحل التي مر بها عند العرب من قبلية وعشيرة تتنقل في عالم البداوة إلى أن تتوطن في عالم الزراعة وتبدأ رحلة الحضارة والدخول في التاريخ.
كما نلاحظ أن بعض الكتب الصادرة بالفرنسية أعقاب ١٩٨٨ وهي تسعى لتشويه المفهوم الوطني لدى الجزائريين بتشويه تاريخ الثورة الجزائرية والحركة الوطنية الجزائرية قبلها تحاول أن تدق أسافين بين الجزائريين عربا وبربرا، فيقول بعضها أن البربر هم صانعوا حركة النضال الجزائري ضد الاستعمار، وأخرى تقول أن العرب هم الذين فعلوا ذلك .. وحقيقة الحال أن الجزائريين كل الجزائريين عربهم وبربرهم قاموا معا ضد الغزوات الاستعمارية كائنا ما كان مصدرها. وذلك انطلاقا من وحدة المزاج ووحدة الوطن ووحدة النظام الاجتماعي العشائري الذي يشبه شقيقه في المشرق العربي عبر كل مراحل تطوره.