للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأعتقد أن هذا النوع من التربية التي بثتها الزوايا والذي يستقر في أعماق النفس، هو ما عجز الاستعمار عن اكتشافه وهو موجود في المشرق فكثير لا يصومون ولا يصلون لكنهم لا يقبلون في الإسلام قدحا من أحد خاصة من الأوروبيين.

عمل الاستعمار الفرنسي المعروف بين الدول الاستعمارية بعنجهيته المتزايدة، وسوء الخلق، وادعاء حمل رسالة المسيح والحضارة، على هدم الزوايا والمساجد في منطقة القبائل وشن حملة تنصير واسعة حيث اختطف الأطفال وخاصة بعد المجاعات التي تسبب فيها الجيش الاستعماري حين حرق الزرع والضرع، ومن المعروف أن الجزائر وخاصة منطقة القبائل لم تشهد في تاريخها أية مجاعة، إلا بعد الدخول الفرنسي، فقايض المبشر "لافيجري" وجماعته من المبشرين الدين بالرغيف، وكان يرسل الكثير فيهم إلى فرنسا لتنصيرهم وتقول الباحثة الجزائرية خديجة بقطاش: (ومن تبقى من هؤلاء الأيتام وعددهم حوالي ٣٧٨ صبيا و٣٤٢ بنتا شغلوا بال لافيجري ولاسيما مستقبلهم، وحنى لا تضيع جهوده التنصيرية سدى، وسط المحيط الذي يعيشون فيه، قرر لافيجري عزلهم عنه، وذلك بإنشاء قرى عربية مسيحية تكون في نظره بمثابة النواة الأولى للأسرة العربية المسيحية) ص ١٢٦ - الحركة التبشيرية الفرنسية في الجزائر ١٨٣٠ - ١٨٧١. وهكذا فإن محاولات هدم الزوايا وعدم تجديدها وحرفها عن رسالتها سواء في منطقة القبائل أو غيرها من مناطق الجزائر ومحاولات تنصير القبائل لم تتوقف حتى هذا اليوم. بل لعل حملة التنصير اشتدت في أعقاب الحرب العالمية الأولى

<<  <   >  >>