للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جنبا إلى جنب مع اشتداد حملة التفتيت حيث شعر الاستعمار بقوتهم وضعف العرب في المشرق والمغرب على حد سواء فسعى في تمزيقهم دينيا بالدعوة إلى النصرانية، وسلاليا بالدعوة إلى البربرية وركز حملته الدينية والعرقية على البربر، وساعده في ذلك بعض المارقين في المغرب العربي ويقول شكيب أرسلان في كتابه "لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟: (ليس واحد من هؤلاء ولا من في ظلهم في المغرب إلا وهو مطلع على نيات فرنسا وعلى مراميها من جهة هذا النظام الجديد لأمة البربر، وليس فيهم إلا من هو عارف بوجود جيش من القسوس والرهبان والراهبات يجوس خلال بلاد البربر ويبني الكنائس ويصيد اللقطاء والأيتام والفقراء وضعفاء الإيمان. إلى أن يقول عن هؤلاء الخونة: .. أخزى الله الذين منهم في المشرق والذين منهم في المغرب ممن يوقعون على اقتراحات الأجانب المضرة بالدين والوطن) ص ٩٢ - ٩٣.

ويورد رشيد رضا في الصفحة ٦٦ من كتاب شكيب أرسلان المذكور هامشا تحت رقم ١٣ يقول فيه:

(وقد منعوا الوعاظ في شهر رمضان من الذهاب إلى بلاد البربر وكانوا يحبسون من يخالف هذا الأمر وقد أقفلوا مئات من الكتاتيب القرآنية في المغرب ومئات من مثلها في الجزائر وأغلقوا دار الحديث في تلمسان واحتجت على ذلك علماء المسلمين في الجزائر فما سمعوا لها كلاما "أصر بعض رجال الدين الإسلامي في الجزائر على تعليم القرآن للأحداث فحاكموهم وحكموا عليهم بالسجن أربعة أشهر بحجة أنهم خالفوا الأوامر

<<  <   >  >>