للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصادرة. وهلم جرا).

وطبعا فإنني هنا لا أفاضل بين دين ودين .. لكن التبشير الفرنسي الديني والذي ازداد نشاطه في العقد الأخير من القرن العشرين حين اضطرب المن في الجزائر وساءت أحوال الناس الاقتصادية، كان ولا يزال ككل تبشير استعماري، هو التفتيت للوحدة الفكرية للعرب والبربر خصوصا .. ذلك أن البربر ولنحدد هنا الزواوة هم على وحدة فكرية واحدة، فهم مسلمون سنة وهم بذلك يلتقون تماما مع الوحدة الفكرية للأمة العربية حيث أن ٨٠% من العرب هم مسلمون سنة "الذهب الشيعي ينشر معظمه خارج الوطن العربي". وهذا التوحيد مع العرب له أسبابه، فكما ارتبطت النصرانية والتنصير في هذا العصر بالاستعمار الفرنسي ارتبطت في القرون الميلادية الأولى بالاستعمار الروماني بيزنطيا وغير بيزنطي، كما أن عدم الالتقاء السلالي مع الأوربيين نفر البربر منهم ويقول د. سعد الدين إبراهيم وهو باحث أمريكي من أصل مصري لم يعرف عنه الدفاع عن العروبة والإسلام، يقول في كتابه "تأملات في مسألة الأقليات" ص ٨٦.

(والبربر هم جماعة إثنية أصلية في شمال أفريقيا، وكانوا يمثلون أغلبية السكان الأصليين حينما وفدت إليهم جيوش العرب المسلمين في القرن السابع الميلادي، ولأنهم سلاليا ينتمون إلى الأسرة الحامية - السامية أو الحر متوسطية التي ينتمي إليها العرب، ولأن معظم النظريات عن أصولهم ترجع لهم إلى الجزيرة العربية أو الفينيقيين، فقد سهل ذلك في عمليات التفاعل والمصاهرة والتعريب والأسلمة).

<<  <   >  >>