ولعل كتاب ابن خلدون هو دليل آخر وهام على أهمية علماء الزواوة فأشياخ ابن خلدون منهم، وخاصة شيخه أحمد إدريس الزواوي .. وقد علمت خلال كتابة هذا التعليق أن ثمة كتاب لباحث جزائري يسمى "أعلام من الزواوة" قيد الطبع والباحث هو الأستاذ أحمد ساحي .. وقد صدر فعلا قبل طبع هذا الكتاب، وهناك مراجع كثيرة أخرى تدل في نهاية التحليل على أن الجهد الحضاري للبربر كان في إطار الحضارة العربية .. وهذه الحضارة تضعهم موضع الصدارة منها فهم مؤسسون فيها .. فلماذا يراد لهم اليوم
التخلي عن جهدهم الحضاري هذا (وإلحاقهم بأوروبا التي من المؤكد أنها لن تقبلهم، كما فعلت بالأتراك قبلهم) فمادام البربر قد استعربوا (حتى وإن لم يكونوا عربا) وصنعوا حضارة عربية، وبإمكانهم اليوم تجديدها وقيادتها فما هو الداعي لزرع الفتنة بينهم وبين العرب!!