للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فلما من الله على الإنسانية بإخراجها من هذا الضلال المبين، وجاء الإسلام دين التوحيد، أبطل عبادة المخلوق للمخلوق، وخصها - وهذا هو الحق - بالخالق الواحد، لا معبود بحق غيره "لا اله الا الله محمد رسول الله" سعدت الإنسانية وزال عن وجهها ظلام الكفر والجهالة، والحمد لله رب العالمين.

والحج إلى بيت الله الحرام فرض فرضه الله على من توفرت فيه الشروط من المسلمين القادرين، كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (١) وقال: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (٢) وقال عليه الصلاة والسلام: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر.

وكان فرضه من الله على هذه الأمة في السنة السادسة من الهجرة، مرة واحدة في العمر، فمن أبي هريرة رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام، يا رسول الله؟


(١) الآيتان ٩٦ - ٩٧ من آل عمران.
(٢) من الآية ١٩٦ من سورة البقرة.

<<  <   >  >>