السهم الثالث من أسهم الإسلام - كما ورد في حديث حذيفة - هو الزكاة، وهي في اللغة العربية يعطي مدلولها معنى النمو والزيادة في الشيء والتطهير، فالمال الذي تخرج منه الزكاة ينمو ويزيد، وهذا بالشاهدة والتجريب. وتطهر المزكي من مرض الشح وهي قاعدة معتبرة في الشريعة الإسلامية الرحيمة بالأمة المحمدية الكريمة، فقد فرضها الخالق الحكيم على ذوي الثراء والمال ليقاوم بها طغيانه وجبروته على الضعفاء والعجزة والمحاويج من عباد الله، كما يقاوم بها الفقر الذي كاد أن يكون كفرا، بمعنى أحد أسباب الكفر، لأنه يدخل القنوط واليأس من الرزق ومن الله الرازق على قلوب الفقراء وليجعل للفقراء حظوظا وسهاما وقسمة في أموال الأغنياء، حتى لا يبقى الفقير محروما من وسائل العيش الشريف، في حين يرى الغني متمتعا في حياته الدنيوية، وأيضا حتى لا تستولي الأحقاد والضغائن والحسد على قلوب الفقراء، فيقاوموا الأغنياء على غناهم وما هم فيه من رغد العيش والبذخ، فيناصبوهم العداء