من أجل هذه وأمثالها أمر الإسلام المسلمين بالمحافظة على كيانهم ووحدتهم المتميزة عن غيرها، حتى لا يتزعزع أو يتصدع بنيانها، ولا يذهب رواؤها وبهاؤها، فأوجب على كل طوائف الأمة أن تكون يقظة حذرة من كل دخيل مفسد، ففرض الله على هذه الأمة المسلمة لذلك أن تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تسلم ذاتها من كل مرض خطير قد يجرها إلى العاقبة التي لا يرضاها رب العباد لها.
فالأمر بالمعروف من الفروض المؤكدة على من كانت فيه أهلية القيام به، سواء أكانت هذه الأهلية بسلطان الدولة أم بسلطان العلم والجاه، وكلا السلطانين مسؤول أمام الله عما هو واجب عليه، ولا تبرأ ذمته إلا بأداء ما هو فرض عليه، وخاصة من كان بيده قوة الزجر والردع، للكلمة المشهورة والمنقولة عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي:(إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).
والمعروف ما عرفه الشرع الإسلامي وحبذه ودعا إليه ورغب فيه، من فعل الواجبات والسنن وجميع الطاعات لحماية البيئة وأخلاقها الطيبة، وللمحافظة على سلامة الأمة في دينها وأخلاقها وطاعتها لربها، فالأمر بالمعروف فرض كفاية على الذكر والأنثى سواء.
فالآمر بالمعروف داع يدعو الناس إلى فضيلة وخير وصلاح، وهذا واجب على كل المسلمين كما تقدم، لا ينجو منه أحد دون