للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العلماء يميلون إلى أنه مأخوذ من الجهد - بفتح الجيم - نظرا للمشقة والتعب التي تلحق المجاهد في سبيل الله، من مكابدة الموت أو الجراح أو غير هذا، فتقول - مثلا - فلان أصابه جهد وهو ما جهد الإنسان وأتعبه، من مرض أو أمر شاق، كما تقول هو مجهود.

ومشروعية الجهاد كما تقدم كانت لحماية الدين من عدوان المعتدين، وكل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى حماية وصيانة من أهله وأولي شأنه يدفعون بها الراغبين والطامعين في أخذ ما يريدون أو إتلافه، مما هو خاص بأهله وأولي شأنه، إذ الواجب على الإنسان أن يصون عرضه ومتاعه وما يملكه ممن يطمعون فيه وفى الاستيلاء عليه.

وقد شرع الجهاد في سبيل الله بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، مثلما كان القتال مشروعا في الأديان السابقة قبل الإسلام، وبه صلحت الشرائع واستمرت أعمالها لهداية الناس، ولولاه لتغلب الكفر وأهله على الدين وأهله، وهذا ما أشار إليه القرآن وصرح به كما في قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (١) فإذا ضعف مفعول الدين في المجتمع الإنساني ولم يستطع المقاومة تغلب الكفر والإلحاد على


(١) الآيه ٤٠ مر سورة الحج.

<<  <   >  >>