للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أخذ منهم في حالة الحرب مع المسلمين، فإنهم يؤخذون عبيدا وإماء، وحكمهم في الشريعة الإسلامية مقرر ومعروف.

أقام الرسول صلى الله عليه وسلم في بلده مكة ثلات عشرة سنة - بعد أن أتته الرسالة من ربه وأمر بالتبليغ من ربه - يدعو الناس إلى الله في المجتمعات العامة وفي أيام الحج وفى الأسواق، يدعو الناس إلى عبادة الله وحده، فرادى وجماعات إلى أن اشتدت عليه وطأة عداوة قومه له، وبعد موت عمه أبي طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها، وقد كانت درعه الواقية له من أذاهم كعمه، فأمره الله بالهجرة والانتقال من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهذا بعد أن ساق الله له جماعة من أهلها آمنوا برسالته وبدعوته إلى الإسلام، وصدقوه في كل ما جاء به من عند الله، وتعهدوا له بالحماية والدفاع عنه هو وأصحابه وعدم تعرض أي كان إلى دعوته إذا هو انتقل إليهم، وكان هذا التعهد في موسم الحج الأكبر، فوعدهم وبقي ينتظر الإذن من الله حتى جاءه الإذن فهاجر إليها واستقر فيها. هاجر إليها في ليلة تآمر فيها على قتله أعداء الدعوة إلى الله كفار قريش، واتخذ المدينة دار إقامة واستيطان، وقد سبقه إليها أو لحق به من آمن به وبدعوته وكان مستطيعا على الهجرة ولم يطق أن يصبر على أذى المشركين عباد الاحجار، فماذا وجد الرسول صلى الله عليه وسلم في دار هجرته - المدينة أو يثرب كما كانت تسمى قبل الهجرة؟ وجد فيها طوائف مختلفة متفرقة، وبين البعض منها عداوات وخصومات وحروب وقهر واستعلاء استمرت سنين

<<  <   >  >>