للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والدعوة إليه، ولكن هل لليهود عهد يلتزمون به ويقفون عند حده، أو ميثاق يوفون به؟ الجواب عن هذا السؤال عند التاريخ، وهذا واضح في قوله تعالى فيهم وفي أمثالهم من الناس: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} (١).

فقد نقضوا العهد وغدروا بالوعد، كما هو طبعهم في كل وقت حتى مع خالقهم وأنبيائهم ومع كل من يعاملهم على شيء، ودفع بهم هذا الغدر إلى التحالف مع المشركين - عباد الأوثان - على محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته، مثلما وقع في غزوة "الأحزاب" بعد أن فثسلوا في مقاومتهم له وحدهم، وهذا في سبيل القضاء على دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ففضلوا الشرك بالله وعبادة الأحجار على الايمان بالله وحده وهو الواحد القهار، وهذا في قولهم للمشركين حين سألوهم عما هو أفضل، هل ما هم عليه - أعني المشركين - أو ما هو عليه محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال اليهود للمشركين: دينكم وما أنتم عليه أفضل وأحسن من دين محمد وما هو عليه، وهذا جاء في قوله تعالى في سياق هذا السؤال، للتعجيب من أمرهم وخداعهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ


(١) الآية ١٠٢ من سورة الاعراف

<<  <   >  >>