للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الهدى - سبيل الله - فيقولون: لو كان المسلمون على الحق - كما يدعون - لما سلطنا الله عليهم، وقد قالوا هذا حين تغلبت جيوش فرنسا على جيش الجزائر - حين احتلالها لمدينة قسنطينة - كما قالوا ويقولون دوما: لو كان المسلمون على الحق لعاشوا كما نعيش نحن، فإننا متمتعون بنعيم الحياة - في زعمهم - من مال وغيره كشرب الخمر والربا وأكل لحم الخنزير الخ ما يتفوه به الضالون والجاهلون، فقالوا: إن المسلمين محرومون من كل ذلك، والذي حدا بالكفرة إلى هذه المقارنة ما علموه وما لمسوه من الضعف وعدم التقيد بالإسلام وأحكامه في المسلمين، فكان المسلمون هم الذين صدوا الكفار وفتنوهم عن اتباع الحق - الإسلام - بسوء سلوكهم وإهمالهم لدينهم وجريهم وراء الشهوات وارتكابهم للمنكرات والمحرمات الدينية، وقد شاهدوا المسمين بالمسلمين يخالفوان دينهم جهارا فيما أوجبه عليهم كترك الصلاة والزكاة والصوم، وكذا فيما حرمه عليهم، كشرب الخمر والربا وارتكاب الجرائم الأخرى كالسرقة والقتل المتعمد وغير هذا، فقد فتنونا باتباعنا لهم في كل شيء حسنه وقبيحه، خيره وشره، ولربما اتبعناهم في الحقير من الأشياء فقط، كما فتناهم نحن - بأفعالنا المخالفة لديننا - فنفروا من الإسلام بسبب ما شاهدوه فينا من تصرفات وأعمال تدل على الاستخفاف بديننا وعقيدتنا، وما أكثر هذا في وقتنا الحاضر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم السميع العليم ...

<<  <   >  >>