فشفاه الله في الحين، وقام كأنما نشط من عقال، فلما أخذاوا منهم الجعل - الأجر - توقفوا في أكله مع شدة حاجتهم إليه، وقال الذي رقى - وهو أبو سعيد الخدري كما جاء مصرحا به في إحدى الروايات -: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسأله، هل ما أخذناه على الرقية حلال لنا أو حرام علينا؟ فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكروا له ما وقع، قال للسائل:(وما يدريك أنها رقية؟ أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم بسهم) أي اجعلوا لي معكم سهما ونصيبا فيما أخذتموه، قال لهم هذا تطمينا لقلوبهم وتطييبا لخاطرهم وتشريعا لأمته حتى لا يبقى لهم أي شك في حلية ما أخذوه عن رقيتهم للديغ، والقصة مبسوطة في كتب الحديث بطرق مختلفة، لأنه قال:(إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله). أخرجه الإمام البخاري في كتاب الطب من صحيحه، كما أخرجه غيره.
٢ - ويطلق السهم - أيضا - على واحد السهام التي كان العرب في الجاهلية يقترعون بها فيما بينهم، ويستقسمون بها وهي - الأزلام - واحدها زلم - فقد كانوا يقترعون بها على ما يريدون، ويلعبون بها القمار، وتسمى - أيضا - القداح، واحدها قدح بكسر القاف، فكانوا إذا اختلفوا في شيء كتبوا أسماءهم على السهام فمن خرج سهمه غلب غيره، فالسهام والأزلام والأقداح معناها واحد.