للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التي تنهج منهجا لا يرضى به الإسلام، لأنهم يتخوفون من الدين أكثر من تخوفهم من عدوهم.

هذا وذلك هو الجهاد الذي يجب على أهله أن يقوموا به، وأن يوفوا لله بعهدهم - كما تعهدوا - كما هو الحال مع جماعة التبليغ، فإنها تعمل وتبلغ حسب الطاقة والجهد.

فالجهاد الشرعي - إذن - يتكيف في كل زمان بحسب أسلحته وكيفيتها، لذا في آية الاستعداد للعدو هذه الإشارة، وهي كما قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} وفى المدلول اللفظي لكلمة - ما - ما يعم كل نوع من أنواع ما يستطيع المسلم أن يعده للدفاع عن دينه وحريته، ولنشره الذي أمره ربه به، وهو ما يستطيع أن يعده لمحاربة عدوه به.

وبهذا الاعتبار يتنوع الجهاد على حسب السلاح المستعمل في كل زمان، وقد شاهد الناس جميعا فعالية هذا السلاح المذكور آنفا وتأثيره، سواء في النصر أو في الهزيمة، إذ فيه القضاء على الخصم قضاء تاما، فهناك نوع من السلاح الحاد يقال له (الدعاية) يحمله أناس معروفون يتقنون استعماله في الهجوم وفى الدفاع، فإذا حملوه وتقدموا إلى ميدانه من أجل نصرة "فلان" نصروه وفاز بمرغوبه لأن السلاح المستعمل في نصرته كان موجها بنظام وإتقان وإحكام إلى الخصم، كما يحدث هذا في معارك الانتخابات الحرة والصادقة، فبإتقان الدعاية - وهي السلاح الوحيد - ينتصر فلان وينهزم فلتان، وهذا من أجل التأثير في السامعين،

<<  <   >  >>