للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا خضوح ولا انقياد الا لله رب العالمين، وبهذا يتحقق في المسلم التوحيد، ويحققه في كل شيء من أعماله وتصرفاته ومعاملاته.

فالإسلام - وحده - هو دين أهل السموات والأرض من أهل التوحيد، ولا يقبل من أحد دينا غيره. فاليهودية والنصرانية جاءتا بما جاء به الإسلام صافيتين، من غير شرك ولا وثنية ولا طاعة فيهما الا لله الواحد القهار، ثم حرفتا من أتباعهما فأخرجتا من دائرة التوحيد إلى الوثنية أو ما يشبهها.

فالوحدانية واجبة في حق الله تعالى، وحدانية في العبادة، بمعنى الطاعة والخضوع والانقياد والرضى بشرع الله، فلا طاعة ولا خضوع ولا انقياد الا له سبحانه وتعالى الواحد الأحد، الفرد الصمد في ألوهيته، فمن خضع وانقاد لغيره فقد زاغ عن سبيل العقل والادراك، ومن أطاع غير الله فيما تجب فيه طاعته لله فقد ضل وخرج عن سبيل الحق والصواب، واتبع سبيل الشياطين الذين أضلوا كثيرا من عباد الله.

والوحدانية كذلك واجبة في حق ربوبيته تعالى، فلا خالق غيره، ولا مدبر لشؤون جميع المخلوقات سواه، فقد انكشف لأهل الايمان به أن التصرف في هذا الكون بالايجاد والاعدام والاعطاء والمنع وغير ذلك مما اختص به سبحانه الواحد القهار، لا يشاركه في هذا أحد، فما شاءه وأراده كان بأمره وارادته، وما لم يشأه لم يكن كذلك بمشيئته وإرادته.

<<  <   >  >>