للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منه الاحتيال والشعوذة، وتظاهره بالفقر والمسكنة، لأن حاله خافية عن المزكي، فتضيع الحكمة من إخراجها، وفى هذه الحالة تنعدم الفائدة منها، وهي سد حاجة الفقير وستر حاله أمام أعين الناس حتى لا ينكشف أمره فيظهر فقره، والمطلوب أن يكون ممن قال الله فيهم: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (١).

وحكمة فرضها على المسلمين في القمة من مزايا وحسنات شريعتنا الإسلامية التي سوت بين الناس، وفرض الزكاة وإخراجها يعبر عن الرحمة والتعاطف والمواساة لكل أبناء الملة الإسلامية، والى هذا الوقت - وقت التقدم العلمي والاقتصادي والحضارة الإنسانية - لم تشرع فيه أية دولة - من دوله - مهما بلغت ما بلغت من الحضارة والازدهار والرقي المادي ووفرة المال والمشاريع والشركات ما شرعته الشريعة الإسلامية في باب مقاومة الفقر والتسول والاحتياج للمسلمين - لو فعلوا ما شرعته لهم شريعتهم - وقد أعجب بهذا التشريع الحكيم بعض من لا يدينون بدين الإسلام، واعتبروه من أفضل ما دعت اليه شريعتنا، فهو وسيلة من وسائل تخفيف آلام الفقر والحرمان، كما هو في ذات الوقت نعم العون على مقاومة الشرور والمفاسد كالسرقة وغيرها، هذه هي الشريعة العادلة، زادها الله حبا في قلوب المسلمين وعملا على


(١) سورة البقرة الآية ٢٧٣.

<<  <   >  >>