للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (١).

فالمال كله ملك لله، وما العبد الا نائب ووكيل عنه، وخليفة للمالك الحقيقي، ورب المال هو الذي أمر هذا الخليفة بالانفاق منه، فلماذا لا يعمل هذا الخليفة بما أمره به صاحب المال ومالكه؟ والله يقول وهو بما أمر عليم، اذ هو رب المال وصاحبه، وهو قادر على انتزاعه من خليفته: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} (٢) فالمال مال الله، "والخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله" (٣).

ان الدين الإسلامي ربط بين أتباعه برباط الاخوة والمحبة حتى لا يبتعد المسلمون بعضهم عن بعض، فتبقى هذه الصلة قائمة بينهم في كل الأوقات والأزمنة، وأن الايمان يبعث في النفوس الاهتمام والرعاية لهذه الأخوة والنسب الديني في كل الظروف، في الرخاء والشدة، واليسر والعسر، ووصايا الإسلام لا زالت شاهدة على هذا، وان أهملها أتباعه، وكشاهد


(١) سورة آل عمران الآية ١٨٠.
(٢) الآية ٧ من سورة الحديد.
(٣) أخرجه أبو يعلى في المسند والبزار عن أنس وأخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عمر.

<<  <   >  >>