للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الجملة وهي: سيمونيد والإقامة والمحراب والجميل، مقاطع أخرى ينحصر دورها في الإشارة إلى أن صفة جميل تنسب إلى المحراب وأن سيمونيد هو الذي فعل في الماضي حدث إقامة المحراب المذكور. فأول هذه المقاطع من دوال الماهية والثانية من دوال النسبة لنأخذ أيضا من العربية مجموعة من الكلمات مثل مجموعة أن يعطى، أعطي، الإعطاء، معطون، إلى المعطى: فالتحليل يجد فيها دون عناء عنصرا دائما هو "ع ط ى" الذي يصل كل هذه الكلمات بفكرة الإعطاء. ولكنه يجد فيها فضلا على ذلك عددا من العناصر الصوتية التي تستخدم للإشارة إلى أن الكلمة فعل أو اسم، ومن أي نوع هي، أو للدلالة على الفصيلة النحوية "النوع والعدد والشخص" التي تنتمي إليها الكلمات، وكذلك على العلاقة التي تربطها بكلمات الجملة الأخرى فهذه العناصر دوال للنسبة.

وبعض هذه الدوال ليس له وجود مستقل، فيجب تحليل الكلمة لاكتشافها وهذه تسمى لواحد أو زوائد، والبعض الآخر كالضمائر والأدوات "في الفرنسية مثلا" منفصلة عن الكلمة في الكتابة. ولكن هذا الفرق عديم الأهمية هنا. وإذا أدخلنا على الجملة الإغريقية المتقدمة كلمة "لكان" لتغير المعنى في الحال. فهذه الكلمة "لكان" دالة نسبة تلون الجملة بلون فرضي من طابع خاص، فبإضافة هذه الكلمة التي تستعمل للتعبير على ما لم يقع، تصير الجملة: "لكان أقام محرابا جميلا". كذلك لو أضفنا إلى أية جملة في السنسكريتية المقطعين iti "إيتي" لدلت هذه الزيادة على أن الجملة حكاية مباشرة لكلام قائل: فإيتي iti من دوال النسبة. والفرنسية العامية فيها دالة من هذا القبيل في صورة "كيدي" quidi "للمذكر" أو quedi كيدي "للمؤنث": قارن العبارتين "tu as tort" أنت مخطئ "tu as tort, quidi" أنت مخطئ، قيل". فتحس على الفور أن الجملة الأولى خطاب مباشر والثانية جزء من اقتباس، وعليها طابع الحكاية.

ولا يهمنا هنا النظام الذي بمقتضاه تستعمل دوال النسبة في الجملة، ولا المكان الذي تحتله فيها، ولا المدى أو الأهمية اللذان تخلعهما اللغة عليها, فنحن نعد من

<<  <   >  >>