للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث: الأنواع المختلفة للكلما ت ١

تبلغ الصعوبة في تصنيف أجزاء الكلم حدا يعوقنا حتى الآن عن الوصول إلى تصنيف مرض. وما زال نحونا التقليدي يعلمنا أن نقسمها إلى عشرة أقسام تبعا لتقليد قديم يرجع إلى مناطق الإغريق, ولكن هذا التصنيف لا يثبت أمام الامتحان؛ فإن تبرير تطبيقه على اللغة التي خلق من أجلها لا يخلو من عناء، فمن باب أولى أن توجد لغات كثيرة لا ينسجم معها هذا التقسيم إطلاقا, وبمناقشته عن كثب نرى أنفسنا مضطرين إلى تصحيحه.

من المناسب قبل كل شيء أن نبعد من هذا التصنيف حرف التعجب INTERJECTION فإن في حرف التعجب مهما كانت أهميته في الاستعمال، شيئا يضعه بمعزل عن بقية أجزاء الكلم الأخرى، ولا يمكن أن يدرج معها في تصنيف واحد, فهو لا يخضع دائما للقوانين الصوتية، وكثيرا ما يشتمل على أصوات خاصة به، مثل المصمصات في كثير من اللغات الحديثة أو الانفجاري الاحتكاكي PFF "بف" في الفرنسية وليس له على العموم أي صلة بالصرف, بل يمثل شكلا خاصا من اللغة، اللغة التأثرية affectif وأحيانا الفاعلة actif فهو على كل حال لا يدخل في بنية اللغة العقلية, وسنلتقي به في الفصل التالي.

بعد ذلك يجب أن نبعد الأصوات, فإن عددا كبيرا من "أجزاء الكلم" في نحونا ليس شيئا آخر, كذلك هذه الأدوات التي تسمى بحروف الجر وحروف الوصل، فإن الدور الذي تلعبه يمكن أن تقوم به في لغات أخرى عملية صرفية تختلف عنها كل الاختلاف, فالفرنسية تقول Le livre de pierre "الكتاب


١ انظر رزفادوفسكي "Rozwadowski": رقم ١٩٣ وجسرسن: رقم ٢٢٩.

<<  <   >  >>