للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الملحق الثالث]

لقد بدا لنا من المفيد أن نقدم في ملحق ثالث بعض البيانات المتعلقة بأهم المطبوعات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، وذلك ريثما يتيسر لنا أن نقوم بمراجعة دقيقة على الأقل لمختلف فصول هذا الكتاب إن لم يكن بصياغتها من جديد، وهو أمر نرجو أن يتم تحقيقه بعد أن مضى خمسة وعشرون عاما على صدوره. فالفترة الحالية هي بالفعل من أخصب الفترات، ونشاط العلماء -في جميع أنحاء ميدان علم اللغة الفسيح- بعيد كل البعد عن التواني، بل هو يبعث كل يوم على ابتكارات جديدة تمحص الطرق القديمة أو تبتكر طرقا جديدة بدلا منها.

وكان بعض تلاميذ وأصدقاء الأستاذ أنطوان مييه قد عزموا على أن يظهروا بالاتفاق معه، ملحقا لكتابه "اللغويات التاريخية واللغويات العامة" الذي يرجع صدوره إلى عام ١٩٢١، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده السبعين. وقد ظهر في أواخر عام ١٩٣٧ مجلد ثان يضم المقالات ذات الطابع اللغوي العام التي نشرت بين عامي ١٩٢١ و١٩٣٦, ولكن لم يتيسر للأستاذ مييه أن تقر عينه بتمام هذا العمل؛ لأن الموت فاجأه في ٢١ من سبتمبر عام ١٩٣٦، بعد أن قاسى المرض شهورا طويلة، فترك فقده فراغا كبيرا في الدراسات اللغوية أحست به جميع الأقطار. فهو لم يكف حتى اليوم الأخير من حياته، لا عن الاطلاع على أقل الأعمال التي يقوم بها غيره فحسب، بل كان يساهم بدراساته الخاصة في تقدم هذا العلم, وقد خصصت له "جماعة علم اللغة" كتيبا يقع في ثمان وستين صفحة، ويشمل فضلا عن ترجمة حياته، بيانا كاملا لمؤلفاته قد رتب وفقا للتواريخ والمواد "باريس، كلينكسك ١٩٣٧". ويظهر لنا هذا الكتيب في نفس الوقت قيمة الرجل وأهمية أعماله العلمية.

وقد تابعت المؤتمرات الدولية، التي كان مييه أول العاملين على عقدها والذي ظل يحبذها في حماس، جلساتها الدورية في توفيق كبير. فقد عقد المؤتمر الرابع

<<  <   >  >>