للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: الفصائل النحوية]

يراد بمصطلح الفصائل النحوية المعاني التي يعتبر عنها بواسطة دوال النسبة١. فالنوع والعدد والشخص والزمن والحالة الفعلية والتبعية والغاية والآلة ... إلخ، كلها فصائل نحوية في اللغات تسعى دوال النسبة إلى التعبير عنها. ويستطيع كل منا أن يتصور ضخامة عددها وتنوع مذاهبها بالرجوع إلى معارفه اللغوية. وكما يختلف عدد من دوال النسبة تبعا للغات، كذلك يختلف بطبيعة الحال عدد الفصائل. وكلما ضؤل نحو اللغة، بالمعنى المشار إليه في الفصل السابق، قلت الفصائل النحوية في هذه اللغة. ولكن بعض اللغات فيها عدد كبير منها.

ومهما كانت اللغة التي ننظر فيها فإن الفصائل النحوية، لا يمكن تحديدها إلا بالصيغة التي تعبر عنها. ففي الإغريقية القديمة حالة فعلية تسمى حالة التخيير، وهي تقابل في بعض استعمالاتها حالة الشرط في الفرنسية، وتستعمل على وجه العموم للتعبير عن الرغبة. وليس من حقنا أن تتكلم عن حالة التخيير في لغة لا تملك صيغة خاصة للتعبير عن هذه الحالة، وفي اللغات التي اختلطت فيها حالة النصب subjonctif بحالة التخيير -كما هي الحال في أغلب اللغات الهندية الأوربية- لا يميز أولئك الذين يتكلمونها في الصيغة الوحيدة بين الاستعمالين اللذين كانا يقتضيان صيغتين متميزتين في زمان سابق. بل لم تبق إلا حالة واحدة يمكن تسميتها، دون تفريق، حالة التخيير أو حالة النصب إذا شئنا. هذا الإحساس يرجع إلى وحدة الصيغة مهما اختلفت الاستعمالات. وهذا لا يمنع من خلق صيغ جديدة فيما بعد تقابل استعمالات لم تكن لها عبارات خاصة في اللغة من قبل. وهكذا أدى اختلاط الأورست


١ ف. جوبل: الفصائل النحوية "رقم ٣٢، ج ٥، ص ١٨٩ وما يليها. يارنجر ٣ فرع ١"؛ فان جنيكن: رقم ٧٧ ص٦ وما يليها.

<<  <   >  >>