للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأمر بحدث أو أن تقرر حدثا أو أن تتخيل حدثا؛ والأمر والإخباري والتبعي، تلك التي يجب أن نضيف إليها المستقبل والشرطي، كلها تمثل بدرجة كافية من الوضوح هذه الصفات الثلاث للجملة الفعلية. ويمكن أن تتكون هذه الجملة من كلمة واحدة: مثل الكلمة الفرنسية prends "خذ" واللاتينية ueniam "سآتي" والعربية قالوا. بل من المستطاع أن تكون هذه الكلمة الواحدة اسما؛ فعندما نقول "نارا! " أو "سكوت! " أو "وقوف! " أو "التفات! " ترانا نأمر بتنفيذ حدث بالضبط كما لو كنا نقول: "خذ" أو "تعالوا" أو "توقفوا". ولا يعبر عن الحدث في اللغة المنطقية غير الفعل. غير أن الأمر لا يدخل في اللغة المنطقية إلا جزئيا. فهو صورة اللغة الفاعلة "انظر الصفحة الأولى من الفصل الرابع". ويمكن التعبير عنه بصيحة. إذا أننا نتطلب السكون بقولنا "هس! " أو "صه! " ونحن نسير الحصان بقولنا "شيه! " فتلك صيغ أمرية لا تدخل في النظام النحوي للفعل.

تحليل الجمل الفعلية يقدم لنا نوعا من الترتيب التنازلي لصيغ الفعل: فأولها الأمر الذي يظل من بعض الوجوه خارجا عن الفعل المنظم غلى حد أنه يمكن التعبير عنها بالاسم وبصورة أوسع بالمصدر، ثم الإخباري "حاضرا كان أو ماضيا" الذي يقرر وجود واقعة، وأخيرا صيغ الاحتمال أو الحدس.

تختلف الجملة الاسمية كل الاختلاف عن الجملة الفعلية، فهي تعبر بها عن نسبة صفة إلى شيء: البيت جديد، الغداء حاضر، الدخول على اليمين، قمبيز ملك، زيد حكيم، والجملة الاسمية تتضمن طرفين: المسند إليه والمسند، وكلاهما من فصيلة الاسم. وقد أحس المناطقة من أتباع أرسطو بالفرق بين هذين النوعين من الجملة ولكنهم أرجعوهما إلى نوع واحد بأن حللوا الجملة الفعلية على نحو يدخل فيها فعل الكون؛ "فجعله الحصان يجري"= الحصان "يكون" جاريا. وذلك خطأ لم يجاره في طول العمر إلا القليل من الأخطاء، وقد شد من أزره الأفكار الميتافيزيقية التي اتصلت بها. فبعض الفلاسفة، وقد خدعوا باسم فعل "الكون" أخذوا يضعون الكون المطلق الذي يمثله فعل الكينونة في مواجهة العوارض التي تعبر

<<  <   >  >>