للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحبون" للالتباس بصيغة الأمر من الفعل المطاوع ولذلك فقدا جزءا كبيرا من قيمتها التعبيرية وقد كان ذلك ربحا لصيغة الشخص الثالث الاستفهامية التي أصبحت بها واضحة مع قصرها، ثم صار يستعمل أيضا مع الفعل مسندا إلى الظاهر مثل: pierre aime-t-il? "هل بيير يحب؟ " يزيد على ذلك أن نهاية الجملة il "إيل" صارت تنطق i "إي" تبعا لعملية صوتية معتادة "قارن coutil "نوع من النسيج" و nombril "سرة" و persil "بقدونس" "وفيها جميعها لا تنطق اللام الأخيرة" فانقطعت بذلك الصلة التي تربطه بالضمير "il aime "إيليم"، aime-ti? "إيم تي" أو كان ذلك على الأقل في حالة ما إذا كان الفعل يبدأ بحرف حركة. وعلى ذلك صار يأخذ شيئا فشيئا قيمة عنصر مستقل أصبح خاصا بمعنى الاستفهام. وأخيرا ساعد على انتشار ti "تي" الاستفهامية وأكد نجاحها الميل الطبيعي في اللغة الفرنسية لوصل الفعل بضمير الفاعل بعروة وثيقة لذلك تقل الحالات التي يفصل فيها بينهما شيئا فشيئا: فبدلا من أن يقال je ld dis "أقوله" و tu le sais "تعرفه" "بالفصل بين الفعل والفاعل بضمير المفعول يقال في لغة الكلام je dis ca "أقول ذلك" و tu sais ca "أنت تعرف ذلك". وهكذا أصبحنا نتوقع اللحظة التي لا يفصل فيها بين الفعل وبين الضمائر: Je "أنا" و tu "أنت" و Il "هو" و nous "نحن" و vous "أنتم" و ils "هم". ومن ثم صارت دلالة القلب "يعني تقديم الفعل وتأخير المسند إليه" على الاستفهام تتناقض شيئا فشيئا. وأصبح العنصر ti "تي" pierre, aime ti? "بيير، أيحب؟ " من أبسط العبارات وأنسبها في الدلالة على الاستفهام, فعممت في il aime-ti? "هل يحب؟ " ثم في j'aime-ti؟ "هل أحب؟ " و tu aimet-ti "هل تحب؟ " nous aimons-ti "هل نحب؟ " ces enfants s'aiment-ti "هؤلاء الأطفال، هل يحب بعضهم بعضا؟ " دون تغيير في نظام الفاعل والفعل الذي تتمسك به اللغة تمسكا قويا.

فأداة الاستفهام ti "تي" تدين إذن في انتشارها إلى سلسلة من خطوات التوسع القياسي، ساعدتها في كل واحدة منها ظروف خاصة فأصبحت اليوم

<<  <   >  >>