للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على انحدار المعنى في الكلمة الأولى وجود اللاحقة asse التي تحمل معنى تحقيريا لا شك فيه. ولكن ليس هناك أي أثر خارجي ساعد على تطور الكلمات silly في الإنجليزية و albern في الألمانية و gwirion في الغالية "في الجزء الشمالي" والأولى منها معناها في الأصل "هادئ، مأمون الجانب" "قارن soelig في الإنجليزية القديمة و selig في الألمانية" والثانية "حسن العشرة طيب" "في الألمانية العليا القديمة alawar" والثالثة "صادق الود، بريء" "وما زالت تستعمل في جنوب الإقليم"؛ واليوم تطلق الكلمات الثلاث ويراد بها الغبي أو الأخرق. وقد وقع نفس التحول بالنسبة للكلمة الفرنسية innocent "بريء"، ولكن بواعث دينية زادتها سوءا على سوء. ذلك أن سخرية مواطنينا دأبت تنصب على أولئك الأشخاص الذين وهبوا أنفسهم لله ليمن عليهم بشهادة من بساطة العقل، إن لم تكن من النفاق, وإلى هذا الاتجاه الخالي من التبجيل تدين الكلمتان benet, و cretin بمعناهما التحقيري "فالأولى منهما جاءت من beni "مبارك" والثانية من Chretien "مسيحي"".

كل التغيرات المعنوية التي أشرنا إليها ليست سيكولوجية إلا جزئيا حيث أن المادة التي تدل عليها الكلمة تعين على هذا التغير بطبعها. فالشخص التعس يستدعي الحدب عليه بطبيعة الحال، والرجل الطيب فيه استعداد لضعف الشكيمة وأحيانا لبساطة العقل؛ والعنف يفترض القوة والقدرة، ويبطش بطش الرفيع العظيم فيمكننا القول بأن العقل إنما اتبع في انتقاله من فكرة إلى أخرى السبيل الذي خطته التجربة في الحياة، فاختصر في كلمة واحدة سلسلة بأسرها من الملاحظات، ومع ذلك فإن نصيب العقل يعد على جانب من الخطورة بحيث يخول لنا أن نتكلم هنا أيضا عن تحولات سيكولوجية؛ إذ لا يكفي للملاحظة أن تمون بالتجربة، إذا لم يستطع العقل أن يستخرج منها النتيجة المناسبة. فتفسير صفات المسالمة التي تبدو على رجل طيب تفسيرا سيئا وتمجيد قسوة الظالم عن أنها من عظائم الأمور والعطف على البائسين، أليست كلها ميولا يستجيب لها كل إنسان إن قليلا وإن كثيرا؟ إذا وجدنا اللغة تعبر عنها، أمكنا أن نقول بأنها تكشف

<<  <   >  >>