للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتشربت اللاتينية في إيطاليا عددا من اللغات التي لا نعرف عنها اليوم شيئا يذكر، كما تشربت اللهجات المجاورة للهجة روما. وقد نجحت بعض الجهود التي بذلها فريق من علماء اللغة في أن يستخرجوا من مفردات اللاتينية ومن نظاميها الصوتي والصرفي بعض سمات لهجية، ولعل لهجات إيطاليا الحديثة تحتفظ ببعضها حتى الآن٢.

توجد إذن بين اللهجات التي تدخل في إعداد اللغة العامة درجات يجب التمييز بينها. فأكثرها مبادرة بالاختفاء أقربها إلى اللغة التي اتخذت أساسا للغة المشتركة. هذه الملاحظة التي تبدو مبتذلة، لها أهميتها في دراسة احتكاك اللغات "انظر أواخر الفصل الرابع". ومن ثم كان هناك فرق محسوس بين الأثرين اللذين وقعا من الدنمركية ومن الفرنسية النرمندية على اللغة الإنجليزية٣. فبنية الإنجليزية لم تتأثر بهذه الأخيرة إلا قليلا، أما الدنمركية فقد تركت فيها أثرا عميقا: فتمزيق النظام النحوي وتبسيطه قد وقعا في الأقاليم التي كان يقيم فيها الدنمركيون قبل وقوعهما في الأجزاء الجنوبية وهي الأجزاء التي نزل فيها النرمنديون قبل ذلك بقرنين من الزمان. نعم يجب أن نلاحظ أن عدد النرمنديين في إنجلترا كان قليلا


١ ثمب THUMB، رقم ٢١٣.
٢ انظر دراسات ج. مول G. Mohi؛ Chronologie du latin vulgaire وأربو Ernout؛ رقم ٧٠ ودي ريبزو de Ribezzo؛ Reliquie italiche mei dialetti dell italia meridionale في "Atti accad. Arch lett. Bell. arti, Napoli ١, ١٩٠٨",
٣ جسبرسن ١٣٤، ص١٧٠-١٧٣.

<<  <   >  >>