للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن هناك أنواع من الاستعارة تستلزم وجود توغل داخلي بين النظامين اللغويين وهي حالات النسخ التي قدمنا لها بعض الأمثلة "انظر ص٢٦٣". ينتج النسخ عادة من اختلاط صورتين كلاميتين تنتمي كل واحدة منهما إلى لغة مختلفة، وقد اختلطتا على المتكلم. وقد يقع هذا الاختلاط في كلمات أو في تراكيب، ولكن السبب فيها جميعا واحد. فالتلميذ الصغير الذي يخطئ فيترجم donne-moi ma vache "أعطني بقرتي" بقوله da mihi mia vacca "وذلك برفع بقرة" أو PEIRRE EST LE ROI "بيير هو الملك" PETRUS EST REGEM, فإنه يكون متأثرا بكون كلمة MA VACHE "بقرتي" أو LE ROI "الملك" يستعملان في الفرنسية بصورة واحدة في حالتي المسند إليه والمسند أيا كان. وهذا عين ما يحدث عندما يترجم السلوفاني الجملة الإيطالية dammi la mia vacca بقوله: dajmi moja krava "باستعمال الرفع بدلا من النصب". وليس هذا ما يصح أي نسميه بالخلط بين الحالات، ذلك الخلط الذي تبقى فيه حالة الفاعل وحالة المفعول متميزتين مهما كان تركيب الجملة، بل هو خلط الصور الكلامية حيث نرى المتكلم يتكلم الإيطالية بالسلوفانية١. وهذا ما حصل، مع اختلاف طفيف، للكاتب السويسرى ك. ف. مير K. F. Meyer حين كتب Er ist kranker als du nicht denkst "حرفيا: "إنه أكثر مرضا مما لا تتصور"". فهذه الغلطة ترجع إلى أن الكاتب يتصور التفضيل في صورة سلبية على نحو ما يفعل الفرنسيون والإيطاليون عادة، فهو قد جمع بين تفكير روماني وتعبير جرماني.

هذا النوع من الخطأ واسع الانتشار. فقد ينسخ نظام الجمل، وبذلك ينتقل ترتيب الكلمات أحيانا من بعض اللغات إلى لغات مجاورة لها. فالألمانية النمساوية مثلا تسير على حرية كبيرة في ترتيب الكلمات، وذلك تحت تأثير اللغات السلافية إذ نراها لا تحجم عن وضع المسند أو المفعول في رأس الجملة فتقول Guten Morgen wusch'ich Ihnen "نهارا سعيدا أتمنى لك" أو Recht hat Er "حق عنده" و Gut ist's gegangen "بخير لقد مر ذلك"، إلخ، وذلك وفقا لما يقال في


١ نقلنا هذا المثال والأمثلة التالية عن شوخارت رقم: ٢٠٣، ص٩٠.

<<  <   >  >>