للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زَعَمُوا بأَنّهُمُ عَلَى آثَارِهِمْ ... سَارُوا، ولكِنْ سِيَرةَ البَطّالِ

لَبِسُوا الدُّلُوقَ مُرقَّعاً، وَتَقَشّفُوا ... كَتَقَشُّفِ الأَقْطَابِ وَالأَبْدَالِ

قَطَعُوا طَرِيقَ السَّالِكِينَ، وَغَوَّرُوا ... سُبُل الْهُدَى، بجَهَالةٍ وَضَلالِ

عَمَروُا ظَوَاهِرَهُمْ بأَثوَابِ التٍّقَى ... وَحَشَوْا بَوَاطِنَهُمْ مِنَ الأدْغالِ

إِنْ قُلتَ: قَالَ اللهُ، قَالَ رَسُولُهُ ... هَمزُوكَ هَمْزَ المُنْكِر المُتَغَالى

أَوْ قُلْتَ: قَدْ قَالَ الصَّحَابَةُ، والأُولى ... تَبِعُوهُمُ فى القَوْلِ وَالأَعْمَالِ

أوْ قُلْتَ: قَالَ الآلُ، آلُ المُصْطَفى ... صَلّى عَليهِ اللهُ، أَفْضَلِ آلِ

أوْ قُلْتَ: قَالَ الشّافِعِىُّ، وأحمد ... وأَبو حَنِيفَةَ، وَالإِمَامُ العَالِى

أَوْ قُلْتَ: قَالَ صِحَابُهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ ... فَالكُلُّ عِنْدَهُمُ كَشِبْهِ خَيَالِ

وَيَقُولُ: قَلْبى قَالَ لِى، عَنَ سِرَّهِ، ... عَنْ سر سرى، عَنْ صَفَا أَحْوَالِى

عَنْ حَضْرَتى، عَنِ فِكْرَت عَنْ خَلْوَتى ... عَنْ شَاهِدِى عَنْ وَارِدِى عَنْ حَالِى

عَنْ صَفْوِ وَقْتى، عَنْ حَقِيقِة مَشهدى ... عَنْ سِرَ ذَاتى، عَنْ صِفَاتِ فِعَالِى

دَعْوَى، إذَا حقَّقْتَهَا، أَلْفَيْتَهَا ... أَلْقَابَ زُورٍ، لُفَّفَتْ بِمُحالِ

تَركُوا الحَقَائِقَ وَالشّرائِعَ، وَاقْتدَوْا ... بِظَوَاهِرِ الجُهَّالِ وَالضُّلالِ

جَعَلُوا المِراد فَتْحاً، وألُفَاظَ الخَنَا ... شَطْحاً، وَصَالُوا صَوْلَةَ الإِدْلال

نَبِذُوا كِتَابَ اللهِ خَلْفَ ظُهُورِهْم ... نَبْذَ المُسَافرِ فَضْلَةَ الأَكّالِ

جَعَلُوا السَّماعَ مَطِيّة لِهَوَاهُمُوَ ... غَلَوْا فَقَالُوا فيهِ كُلَّ مُحَالِ

هُوَ طَاعَةٌ، هُوَ قُرْبةٌ، هُوَ سُنةٌ ... صَدَقُوا لِذَاكَ الشَّيْخِ ذِى الإضلالِ

شَيْخٌ قَديِمٌ، صَادَهُمْ بَتَحَيل ... حَتَّى أَجَابُوا دَعوةَ المُحْتَالِ

وَرَأَوْا سَمَاعَ الشعر أنْفَعَ للفَتى ... مِنْ أَوْجُهٍ سَبْعٍ لَهُمْ بِتوِالِ

هَجَرُوا لَهُ القُرْآنَ وَالأَخْبَارَ وَالآ ... ـثارَ، إٍذْ شهِدَتْ لَهُمْ بِضَلالِ

تَاللهِ مَا ظَفِرَ العَدُوُّ بِمثْلِهَا ... مِنْ مِثْلهِمْ، وَاخَيْبَةَ الآمالِ

نَصَبَ الحِبَال لَهُمْ، فَلمْ يَقَعُوا بهَا ... فأَتى بِذَا الشّرَكِ المُحِيطِ الغالى

<<  <  ج: ص:  >  >>