للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا هموا وَسَطِ العَرِينَ مُمَزَّقىال ... آثْوابِ، والأدْيَانِ، والأحْوَالِ

لا يَسْمَعُونَ سِوَى الّذِى يَهْوُونهُ ... شُغُلا بِهِ عنْ سائرِ الأشْغَالِ

ودُعُوا إِلى ذاتِ الْيَمينِ فأَعْرَضُوا ... عَنْهَا، وسَارَ القَوْمُ ذاتَ شِمَالِ

خَرُّوا عَلَى القرآنِ عِنْدَ سَمَاعه ... صُمَّا، وعَميَاناً ذَوِى إِهمَالِ

وإذَا تلاَ القَارِى عَلَيْهِمْ سُورَةً ... فأطَالهَا، عَدُّوهُ فى الأثْقَالِ

وَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: أَطَلتَ، وَلَيسَ ذَا ... عَشْرٌ، فَخَفَّفْ، أَنْتَ ذُو إِملالِ

هذَا، وَكَمْ لَغْو، وَكم صَخَبٍ، وَكَم ... ضَحِكٍ بِلاَ أَدَبٍ، وَلا إجْمَالِ

حَتَّى إذَا قَامَ السَّماعُ لَدَيْهِمُ ... خَشَعَتْ لهُ الأصْواتُ بالإجْلالِ

وَامْتَدَّتِ الأعْنَاقُ، تَسْمعُ وَحْىَ ذَاِ ... كَ الشّيخِ مِنْ مُتَرنَمَّ قَوَّالِ

وَتحَرَّكَتْ تِلكَ الرُّءُوسُ، وهَزَّهَا ... طَرَبٌ، وأشْوَاقٌ لِنَيْلِ وِصَالِ

فَهُنَالِكَ الأشْوَاقُ وَالأشْجَانُ وال ... أَحوَالُ، لا أهلاً بِذِى الأحوَالِ

تَالله لو كانت صحاة أبصروا ... ماذا دهاهمْ من قبيحِ فِعَالِ

لكنما سُكْرُ السَّماع أَشدُّ مِنْ ... سُكرِ المدامِ، وذا بلا إشكالِ

فإذا هُمَا اجتمعَا لِنَفْسٍ مَرَّةً ... نالتْ من الخسرانِ كل منَالِ

يَا أمَّةً لَعبتْ بدين نبيها ... كتلاعب الصبيان فى الأوحالِ

أشمتوا أَهْلَ الكتابِ بدينكمْ ... والله لن يرضوا بذى الأفعالِ

كم ذا نعير منهم بقريقكم ... سِرا وجهرا عندَ كل جدالِ

قالوا لنا: دين عبادة أهله ... هذا السماع، فذاك دين محالِ

بل لا تجئُ شريعة بجوازه ... فسلوا الشرائع تكتفوا بسؤالِ

لو قلتموا فسق، ومعصية، وتزْ ... بين من الشيطان للأنذالِ

كنا شهدنا أنَّ ذا دين أتى ... بالحق، دين الرسل، لا بضلالِ

والله منهم قدسمعنا ذاإلى اللآ ... ذان من أفواههم بمقال

...

<<  <  ج: ص:  >  >>