للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذَا تَصِحُّ بحُكْمَ قاضٍ عَادِ ... لٍفَشُرُوطُهَا صَارَتْ إِلى اضْمِحْلاَلِ

قد عَطّلَ النَّاسُ الشُّرُوطَ، وَأَهْملوا ... مَقْصُودَهَا، فَالكُلُّ فى إهْمال

وَتَمامُ ذَاكَ قُضَاتُنَا، وشُهُودُنا ... فَاسْأَلْ بهِمْ ذَا خبْرَةٍ بالحَالِ

أمَّا الشُّهودُ فَهُمْ عُدُول عن طري ... قِ العَدْلَ فى الأَقوَال والأفعالِ

زُورًا وتَنْميقاً وكِتْمَانّا، وَتَلْ ... بيساً، وَإِسْرَافاً بِأَخْذِ نَوَالِ

يَنْسَى شَهَادَتَهُ، وَيَحْلِفْ إنهُ ... ناس لهَا، والقَلْبُ ذو إِغْفالِ

فإِذَا رَأَى المنقُوشَ، قال: ذَكَرْتُهَا ... يَا لَلمْذَكرِ، جِئْتَ بالآمالِ

ويقُول قَائِلُهُمْ: أَخوضُ النَّارَ فى ... نِزْرٍ يَسِيرٍ؟ ذاكَ عَيْنَ خَبَالِ

ثَقلْ لَى المِيزَانَ، إِنَى خَائِضٌ ... لِلمْنَكِبَيْنِ، أُجَرُّ بالأغْلالِ

أَمَّا القُضَاةُ فَقَدْ تَوَاتَرَ عَنُهمُ ... مَا قَدْ سَمِعْتَ، فَلا تَفُهْ بمَقَالِ

ماذا تقول لمن يقول: حكمت أنـ ... ك فاسق، أو كافر فى الحالِ؟

فإِذَا اسْتَغَثْتَ أُغِثْتَ بالجَلْدِ الَّذِى ... قَدْ طَرَّقُوهُ كِمَثْلِ طَرْقِ نِعَالِ

فَيَقُولُ طَقْ، فَتَقُولُ: قَطْ، فَتَعَارَضَا ... وَيكُونُ قَوْلُ الْجَلدِ ذَا إِعْمالِ

فأجَارَكَ الرَّحْمنُ ضَرْبٍ، وَمنْ ... عَرْضٍ، وَمِنْ كَذِبٍ وَسُوءِ مَقَالِ

هذَا وَنِسْبَةُ ذَاكَ أَجْمَعِهِ إِلى ... دِينِ الرَّسولِ، وَذَا مِنَ الأَهْوَالِ

حَاشَا رَسُولُ اللهِ يَحْكُمُ بالهوَى ... والْجَهْلِ، تِلْكَ حُكُومَةُ الضّلالِ

وَاللهِ لَوْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ كُلُّهَا ... لاجْتَثَّهَا بالنَّقْضِ وَالإِبطَالِ

إِلا الَّتى مِنْهَا يُوافِقُ حُكْمَه ... فَهُوَ الَّذِى يَلقَاهُ بالإِقبال

أَحْكَامُه عَدْلٌ، وحَق كُلُّهَا ... فى رَحْمَةٍ، ومَصالِحٍ، وحَلالِ

شَهِدَتْ عُقُولُ الْخَلْقِ قاطبة بَما ... فى حُكْمِهِ مِنْ صِحَّةٍ وَكَمالِ

فإِذَا أتَتْ أَحْكَامُهُ أَلْفَيْتَهَا ... وَفْقَ العقولِ، تُزِيلُ كُلَّ عِقَالِ

حَتَّى يَقُولَ السَّامِعُونَ لِحُكْمِه ... مَا بَعْدَ هذَا الحْق غَيْرُ ضَلالِ

للهِ أَحْكامُ الرَّسُولِ وَعَدْلَهُا ... بَيْنَ العِبَادِ وَنَورُهَا المُتَلالى

<<  <  ج: ص:  >  >>