ظاهر هذا حصر المحرمات في هذه الأمور، فإذا علم السبب وهو أن المشركين لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم؛ فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه، نازلًا منزلة مَن يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فنقول: لا آكل اليوم إلا حلاوة. والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة؛ فكأنه قال: لا حرام إلا ما أحللتموه من هذه الأصناف، ولم يقصد حل ما وراءها أو تحريمه؛ بل هو مسكوت عنه حتى جاءت آيات تضيف أصنافًا أخرى إلى هذه المحرمات.
٦- ومن فوائد معرفة أسباب النزول: التعرف على الاسم الذي نزلت فيه وتعيين المبهم فيها؛ مثل:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} هي خولة وزوجها سلمة بن الأكوع.
التاسع: علم الحديث رواية ودراية، فبالرواية يعرف تقديم المأثور على الرأي، وبالدراية يعرف صحيح الحديث من سقيمه.
العاشر: الناسخ والمنسوخ؛ ليعلم المفسر به الآيات المحكمة والآيات المنسوخة إذا وجدت.
ولا بد للمفسر من تقوى الله قبل هذه الشروط العشرة، قال في البرهان: واعلم أنه لا يحصل الناظر فهم معاني الوحي، ولا يظهر له أسراره، وفي قلبه بدعة أو كبر أو هوى أو حب الدنيا، أو وهو مُصِرٌّ على ذنب، أو غير متحقق بالإيمان، أو ضعيف التحقيق، أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم أو راجع إلى معقوله، وهذه كلها حجب وموانع بعضها آكد من بعض. اهـ.