ترد للشرط والاستفهام عن الزمان:{مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} ؟
- "مع":
تدل على مطلق المقارنة. والقرائن هي التي تحدد نوع المقارنة هل فيها مماسة أو لا؛ قال تعالى:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} .
وقد يشار بها مع المقارنة إلى مكان الاقتران؛ كقوله:{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} .. وإلى زمانه؛ نحو:{أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا} .
فالمقارنة كانت في السجن وهو مكان، وفي الغد وهو زمان. ومعية الله لعبده المقارنة من غير كيفية. والمقطوع به أنه لا مماسة بينهما.
فمقارنة النصر في قوله:{إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ، ومقارنة التوفيق والجزاء في قوله:{إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ، وما تضاف إليه "مع" هو المعان.
- "مِن" بالكسر:
أشهر معانيها ابتداء الغاية؛ مكانية:{مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ، أو زمانية:{مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ} ، أو مطلقة:{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ} .. ومعنى ابتداء الغاية أن هذه الأفعال قد بدأت من أول ما ولي منه.
وللتبعيض، وهي التي يسد مسدها "بعض" لإرادة الجزء لا الكل؛ قال تعالى:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} .
وللتبيين والتفصيل بعد الإجمال؛ كقوله:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} .