السر: التشنيع عليهم بأنهم طلبوا ذلك من غير استحياء ولا تستر.
ومن هذا الباب:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} المذموم من اتخذ هواه إلهه. أما من جعل مطلبه وميله في طاعة ربه، فليس بمذموم تقول: اتخذت المدرسة ملهى فتذم، واتخذت الملهى مدرسة فتمدح، والملهى في المثال يساوي الهوى في النص.. فتنبه لهذه الدقيقة.
ومن هذا الباب:{فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا} .. فالبشارة سبب الضحك، ومن هذا الباب قوله:{إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} .. والأصل أن يقدم العلم؛ لكن لما كان المقام تشريع أحكام أو تبيين عقائد -يطلب الحكمة من ورائها- قدم الحكيم.
وقد يقدم اللفظ في موضع ويؤخره في موضع؛ نحو:{وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} .. وفي موضع آخر يقول:{وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} .. ونحو:{إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} .. وفي سورة الأنعام:{مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى} .
ومن الأمور المسلمة تقديم ما يُعتنَى به.. ولكل مقام مقال.