للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه: يشترط لاستعمال "ذا" موصولة -مع ما سبق- أن لا تكون مشارا بها، نحو: "ماذا التواني"، و"ماذا الوقوف"، وسكت عنه لوضوحه.

٩٦-

وكلها يلزم بعده صله ... على ضمير لائق مشتمله

"وَكُلُّهَا" أي: كل الموصولات "يَلْزَمُ" أن تكون "بَعْدَهُ صِلَهْ" تعرفه ويتم بها معناه: إما ملفوظة، نحو: "جاء الذي أكرمته"، أو منوية كقوله "من مجزوء الكامل":

١٠٥-

نَحْنُ الأُلَى فَاجمَعْ جُمُو ... عَكَ ثُمَّ وَجِّهْهُمْ إلَيْنَا

أي: نحن الألى عرفوا بالشجاعة، بدلالة المقام.

وأفهم بقوله: "بعده" أنه لا يجوز تقديم الصلة ولا شيء منها على الموصول، وأما نحو: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} ١ فـ"فيه": متعلق بمحذوف دلت عليه صلة "أل"، لا بصلتها، والتقدير: وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين.

ويشترط في الصلة أن تكون معهودة، أو منزلة منزلة المعهودة، وإلا لم تصلح للتعريف؛ فالمعهودة نحو: "جاء الذي قام أبوه"، والمنزلة منزلة المعهودة هي الواقعة في


١٠٥- التخريج: البيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص١٤٢؛ وخزانة الأدب ٢/ ٢٨٩؛ والدرر ١/ ٢٩٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٥٨؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٣٧ "أولى وألاء"؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٩٠؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦/ ٥٤٢؛ وشرح التصريح ١/ ١٤٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٩.
اللغة: الألى: الذين. جموعك: مقاتلوك، جيشك.
المعنى: نحن الذين عرفوا بالبأس والقوة، فاجمع جيشك ومقاتليك وتعال بهم إلينا، فلن نخافكم.
الإعراب: نحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الألى: اسم موصول في محل رفع خبر للمبتدأ "نحن". فاجمع: "الفاء": للاستئناف، "اجمع": فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". جموعك: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ثم وجههم: "ثم": حرف عطف، "وجه": فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت"، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. إلينا: جار ومجرور متعلقان بـ"وجههم".
وجملة "نحن الأولى": ابتدائية لا محل لها، وصلة الموصول محذوفة بتقدير "نحن الأولى عرفوا". وجملة "فاجمع": استئنافية لا محل لها. وجملة "وجههم": معطوفة عليها لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "نحن الأولى" حيث حذف صلة الموصول "الأولى" لدلالة الكلام عليها.
١ يوسف: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>