للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: عليه -فشاذان.

وحكم الموصوف بالموصول في ذلك حكم الموصول، كما في قوله "من البسيط":

لاَ تَرْكَنَنَّ إلَى الأَمْرِ الَّذِي رَكَنَتْ١

وقد أعطى الناظم ما أشرت إليه من القيود بالتمثيل.

تنبيهان: الأول: حذف العائد المنصوب هو الأصل، وحمل المجرور عليه؛ لأن كلا منهما فضلة، واختلف في المحذوف من الجار والمجرور أولا، فقال الكسائي: حذف الجار أولا ثم حذف العائد، وقال غيره: حذفا معا، وجوّز سيبويه والأخفش الأمرين, اهـ.

"حذف الموصول وإبقاء صلته":

الثاني: قد يحذف ما علم من موصول غير "أل"، ومن صلة غيرها؛ فالأول كقوله "من الوافر":

١٢٣-

أَمَنْ يَهْجُوْ رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ ... وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ


= وجملة: "إن لساني شهدة" بحسب ما قبلها. وجملة: "يشتفى بها" في محل رفع نعت "شهدة". وجملة: "هو علقم" معطوفة على جملة "إن لساني ... ". وجملة: "صبه الله" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "وهو على من صبه" حيث حذف العائد إلى الموصول من جملة الصلة، وهو ضمير مجرور محلا بحرف جر محذوف تقديره: "وهو على من صبه عليه".
١ تقدم بالرقم ١١٩.
١٢٣- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص٧٦؛ وتذكرة النحاة ص٧٠؛ والدرر ١/ ٢٩٦؛ والمقتضب ٢/ ١٣٧؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ٨٨.
المعنى: لا يستوي من يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يشتمه ويسيء إليه، بل هما متباينان، لأن من يمدحه يستحق المئوية والأجر، ومن يشتمه فقد باء بالخطيئة والوزر.
الإعراب: يروى البيت "أمن يهجو ... ".
أمن: "أ": حرف استفهام، "من": اسم موصول في محل رفع مبتدأ. يهجو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره هو. رسول: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف. الله: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. منكم: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة لفاعل يهجو والميم للجماعة. ويمدحه: "الواو": عاطفة، "يمدحه": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هو. وينصره: "الواو": عاطفة، "ينصره": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة و"الهاء": ضمير متصل في محل =

<<  <  ج: ص:  >  >>