للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦٣-

والرفع في غير الذي مر رجح ... فما أبيح أفعل ودع ما لم يبح

"والرفع في غير الذي مر" أنه يجب معه النصب، أو يمتنع، أو يكون راجحا، أو مساويا "رجح" على النصب؛ لسلامة الرفع في الإضمار الذي هو خلاف الأصل، فرفع "زيد" بالابتداء في قولك: "زيد ضربته" أرجح من نصبه بإضمار فعل، ونصبه عربي جيد، خلافا لمن منعه، وأنشد ابن الشجري على جوازه قوله "من الرمل":

٣٩٦-

فارسا ما غادروه ملحما ... غير زميل ولا نكس وكل

ومنه قراءه بعضهم: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} ١ بنصب "جنات".

ثم إذا عرفت ما أوردناه من القواعد "فما أبيح" لك فيما يرد عليك من الكلام أن ترده إليه وتخرجه عليه "أفعل ودع ما لم يبح" لك فيه ذلك.

٢٦٤-

وفصل مشغول بحرف جر ... أو بإضافة كوصل يجري

"وفصل مشغول" من ضمير الاسم السابق "بحرف جر" مطلقا "أو بإضافة" وإن تتابعت، أو بهما معا "كوصل يجري" في جميع ما تقدم؛ فالأحكام الخمسة الجارية مع اتصال الضمير بالمشغول تجري مع انفصاله منه بما ذكر؛ فيجب النصب في نحو: "إن زيدا


١ الرعد: ٢٣؛ والنحل: ٣١.
٣٩٦- التخريج: البيت لعلقمة الفحل في ديوانه ص١٣٣؛ وله أو لامرأة من بني الحارث في شرح شواهد المغني ٢/ ٦٦٤؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٥٣٩؛ ولامرأة من بني الحارث في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص١١٠٧؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص٥٠١؛ ومغني اللبيب ٢/ ٥٧٧.
اللغة: غادروه: تركوه في مكانه. الملحم: الذي تغشاه الحرب من كل جانب فلا يجد لنفسه مخلصا. الزميل: الجبان. النكس: الضعيف. وكل: عاجز.
المعنى: يقول: تركوا فارسا مغوارا في حومة الوغى، طعمة لكواسر الوحوش وجوارح الطير.
الإعراب: "فارسا": مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "غادروا فارسا". "ما": زائدة للتفخيم. "غادروه": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "ملحما": حال منصوب. "غير": حال ثان منصوب، وهو مضاف. "زميل": مضاف إليه مجرور. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف لتأكيد النفي. "نكس": معطوف على "زميل" مجرور. "وكل": نعت "نكس".
الشاهد: قوله: "فارسا ما غادروه" حيث نصب الاسم السابق بفعل محذوف يفسره ما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>