للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه: شرط جواز الإبدال عندهم -والحالة هذه- أن يكون العامل يمكن تسلطه على المستثنى، كما في الأمثلة والشواهد، فإن لم يمكن تسلطه وجب النصب اتفاقا، نحو: "ما زاد هذا المال إلا ما نقص"، و"ما نفع زيد إلا ما ضر"؛ إذ لا يقال: زاد النقص، ولا نفع الضرر؛ وحيث وجد شرط جواز الإبدال فالأرجح عندهم النصب, اهـ.

٣١٨-

وغير نصب سابق في النفي قد ... يأتي ولكن نصبه اختر إن ورد

"وغير نصب" مستثنى "سابق" على المستثنى منه "في النفي قد يأتي" على قلة: بأن يفرغ العامل ويجعل المستثنى منه تابعا له، كقوله "من الطويل":

٤٤٨-

لأنهم يرجون منه شفاعة ... إذا لم يكن إلا النبيون شافع

قال سيبويه: وحدثني يونس أن قوما يوثق بعربيتهم يقولون: "ما لي إلا أبوك ناصر".

تنبيه: المستثنى منه حينئذ بدل كل من المستثنى، وقد كان المستثنى بدل بعض منه؛ ونظيره في أن المتبوع أخر فصار تابعا: ما مررت بمثلك أحد, اهـ.


= الشاهد: قوله: "إلا السنان" حيث أبدله من "خاطب" مع كونه ليس من جنسه، وهذا على لغة بني تميم، أما الحجازيون فلا يجيزون إلا النصب على الاستثناء.
٤٤٨- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص٢٤١؛ والدرر ٣/ ١٦٢؛ وشرح التصريح ١/ ٣٥٥؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١١٤؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص٣٠٩؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٢٥.
شرح المفردات: يرجون: يأملون. الشفاعة: طلب المساعدة.
الإعراب: "لأنهم": اللام: حرف جر، أنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير متصل في محل نصب اسم "أن". "يرجون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. "منه": جار ومجرور متعلقان بـ"يرجون". "شفاعة": مفعول به منصوب. "إذا": ظرف زمان متعلق بالفعل "يرجون". "لم": حرف جزم. "يكن": فعل مضارع تام مجزوم. "إلا": حرف استثناء بمعنى الحصر. "النبيون": فاعل "يكن" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "شافع": بدل من "النبيون" مرفوع بالضمة.
وجملة "يرجون" في محل رفع خبر "إن". وجملة: "لم يكن ... " في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "إلا النبيون" حيث رفع المستثنى مع تقدمه على المستثنى منه، والكلام منفي. والنصب هنا، هو الأكثر. أصل العبارة "إذا لم يكن شافع إلا النبيون".

<<  <  ج: ص:  >  >>