للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ولكن نصبه" على الاستثناء "اختر إن ورد"؛ لأنه الفصيح الشائع، ومنه قوله "من الطويل":

٤٤٩-

وما لي إلا آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مذهب الحق مذهب

بنصب "آل" و"مذهب الأول".

واحترز بقوله "في النفي" عن الإيجاب؛ فإنه يتعين النصب، كما تقدم.

تنبيه: إذا تقدم المستثنى على صفة المستثنى منه ففيه مذهبان١.


٤٤٩- التخريج: البيت للكميت في شرح هاشميات الكميت ص٥٠؛ والإنصاف ص٢٧٥؛ وتخليص الشواهد ص٨٢؛ وخزانة الأدب ٤/ ٣١٤، ٣١٩، ٩/ ١٣٨؛ والدرر ٣/ ١٦١؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٣٥؛ وشرح التصريح ١/ ٣٥٥؛ وشرح قطر الندى ص٢٤٦؛ ولسان العرب ١/ ٥٠٢ "شعب"؛ واللمع في العربية ص١٥٢؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١١١؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٢٦٦؛ وشرح ابن عقيل ص٣٠٨؛ ومجالس ثعلب ص٦٢؛ والمقتضب ٤/ ٣٩٨.
اللغة والمعنى: آل أحمد: أي أتباع النبي "صلى الله عليه وسلم". الشيعة: الأتباع والأنصار. مذهب: طريق.
يقول: ليس لي من الأنصار إلا أتباع محمد "صلى الله عليه وسلم" وليس لي من طريق إلا طريقهم لأنه قويم وصحيح.
الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. إلا: حرف استثناء. آل: مستثنى منصوب، وهو مضاف. أحمد: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل. شيعة: مبتدأ مؤخر مرفوع. وما: الواو: حرف عطف، ما: حرف نفي. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. إلا: حرف استثناء. آل: مستثنى منصوب، وهو مضاف. الحق: مضاف إليه مجرور. مذهب: مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة "ما لي إلا آل أحمد شيعة" الاسمية بحسب ما قبلها. وجملة "ما لي إلا مذهب الحق مذهب" الاسمية معطوفة على جملة "ما لي إلا آل أحمد شيعة".
والشاهد فيه قوله: "آل" وقوله: "مذهب" حيث تقدم المستثنى على المستثنى منه، فنصبه، وهذا هو الوجه ويروى "مشعب" مكان "مذهب".
١ قال محيي الدين عبد الحميد:
ذكر الشارح تقديم المستثنى على المستثنى منه، وبقي حكم تقديمه في أول الكلام، وحكم تقديمه على العامل في المستثنى منه، ونحن نذكرهما هنا تكميلا للفائدة:
أما تقديم المستثنى في أول الكلام، فذهب جمهرة النحاة إلى أنه لا يجوز؛ لأن إلا الاستثنائية تشبه واو العطف، وواو العطف لا تقع في أول الكلام، وذهب الكسائي إلى أنه يجوز تقديم المستثنى أول الكلام، واستدل على ذلك بالسماع وبالقياس؛ أما السماع فقول الشاعر "من الطويل":
خلا الله لا أرجو سواك ... وإنما أعد عيالي شعبة من عيالكا
=

<<  <  ج: ص:  >  >>