للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحترز بقوله: "غالبا" مما ورد فيه صاحب الحال نكرة من غير مسوغ، من ذلك قولهم: "مررت بماء قعدة رجل"، وقولهم: "عليه مائة بيضا". وأجاز سيبويه: فيها رجل قائما. وفي الحديث: "وصلى وراءه رجال قياما"؛ وذلك قليل.

تنبيه: زاد في التسهيل من المسوغات ثلاثة:

أحدها: أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو، نحو: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} ١؛ لأن الواو ترفع توهم النعتية.

ثانيها: أن يكون الوصف بها على خلاف الأصل، نحو: "هذا خاتم حديدا".

ثالثها: أن تشترك النكرة مع معرفة في الحال، نحو: "هؤلاء ناس وعبد الله منطلقين".

"تقدم الحال على صاحبها":

٣٤٠-

وسبق حال ما بحرف جر قد ... أبوا، ولا أمنعه فقد ورد

"وسبق حال ما بحرف جر قد أبوا" سبق: مفعول مقدم لـ"أبوا"، وهو مصدر


= المعنى: يقول: يا صاحبي هل تحسب أن الحياة باقية فتجد لنفسك عذرا في التكالب على حطام الدنيا، أو العيش بلا أمل.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "صاح": منادى مرخم مبني على الضمة في آخر المحذوف تقديره: "يا صاحبُ". "هل": حرف استفهام. "حم": فعل ماض للمجهول. "عيش" منصوب. "فترى": الفاء السببية، "ترى": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". والمصدر المؤول من "أن ترى" معطوف على مصدر منتزع مما قبله. "لنفسك": جار ومجرور متعلقان بـ"ترى"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "العذر": مفعول به منصوب. "في إبعادها": جار ومجرور متعلقان بـ"العذر"، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "الأملا": مفعول به لـ"إبعاد" منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة: "يا صاح ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هل حم عيش" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ترى" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "باقيا" حيث وقعت حالا من النكرة "عيش"، والذي سوغ ذلك وقوعها بعد استفهام إنكاري وهو يشبه النفي.
١ البقرة: ٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>