للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضاف إلى فاعله، والموصول في موضع النصب على المفعولية.

أي: منع أكثر النحويين تقدم الحال على صاحبها المجرور بالحرف؛ فلا يجيزون في نحو: "مررت بهند جالسة": مررت جالسة بهند.

وعللوا منع ذلك بأن تعلق العامل بالحال ثان لتعلقه بصاحبه؛ فحقه إذا تعدى لصاحبه بواسطة أن يتعدى إليه بتلك الواسطة، لكن منع من ذلك أن الفعل لا يتعدى بحرف الجر إلى شيئين؛ فجعلوا عوضا من الاشتراك في الواسطة التزام التأخير.

قال الناظم: "ولا أمنعه" أي: بل أجيزه، وفاقا لأبي علي وابن كيسان وابن برهان؛ لأن المجرور بالحرف مفعول به في المعنى؛ فلا يمتنع تقدم حاله عليه، كما لا يمتنع تقديم حال المفعول به. وأيضا "فقد ورد" السماع به. من ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} ١.

وقول الشاعر "من الطويل":

٤٧٩-

تسليت طرا عنكم بعد بينكم ... بذكراكم حتى كأنكم عندي


١ سبأ: ٢٨.
٤٧٩- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح ١/ ٣٧٩؛ وشرح عمدة الحافظ ص٤٢٦؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١٦٠.
شرح المفردات: طرأ: جميعا. البين: الفراق.
المعنى: يقول: لقد كنت أتسلى بعد فراقكم لي بذكراكم المستمرة حتى توهمت بأنكم ما زلتم بقربي.
الإعراب: "تسليت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "طرأ": حال منصوب. "عنكم": جار ومجرور متعلقان بـ"تسليت". "بعد": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"تسليت" وهو مضاف. "بينكم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"كم": في محل جر بالإضافة. "بذكراكم": جار ومجرور متعلقان بـ"تسليت"، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "حتى": حرف ابتداء. "كأنكم": حرف مشبه بالفعل، و"كم": ضمير في محل نصب اسم "كأن". "عندي": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر "كأن"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: "تسليت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كأنكم عندي" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "طرأ"، فإنه حال بمعنى: "جميعا"، وصاحبه الضمير في "عنكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>