للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: تلزم الواو مع المضارع المثبت إذا اقترن بـ"قد"، نحو: {وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} ١، ذكره في التسهيل.

٣٥٤-

وجملة الحال سوى ما قدما ... بواو، أو بمضمر، أو بهما

"وجملة الحال سوى ما قدما" يجوز ربطها "بواو" وتسمى هذه الواو واو الحال، وواو الابتداء، وقدرها سيبويه والأقدمون بـ"إذ"، ولا يريدون أنها بمعناها؛ إذ لا يرادف الحرف الاسم، بل إنها وما بعدها قيد للعامل السابق. "أو بمضمر" يرجع إلى صاحب الحال. "أو بهما" معا؛ وسوى ما قدم هو: الجملة الاسمية، وجملة الماضي، مثبتتين كانتا أو منفيتين، وجملة المضارع المنفي، ويستثنى من ذلك ما تقدم التنبيه عليه، وهو: الاسمية الواقعة بعد عاطف، والمؤكدة، وجملة الماضي التالي "إلا"، والمتلو بـ"أو"، والمضارع المنفي بـ"لا" أو بـ"ما" على ما مر، فلم يبق من أنواع المضارع المنفي سوى المنفي بـ"لم"، أو "لما"، وأما المنفي بـ"لن" فلا يمكن هنا، وأمثلة ذلك مع الجملة الاسمية غير ما تقدم: "جاء زيد والشمس طالعة"، ومنه: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} ٢، "جاء زيد يده على رأسه"، ومنه: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} ٣: أي: متعادين، وقوله "من الرمل":

٥٠١-

ثم راحوا عبق المسك بهم ... "يلحفون الأرض هداب الأزر"


= وجوبا تقديره: "أنت". "وفيك": الواو حالية، "فيك": جار ومجرور متعلقان بخبر مبتدأ محذوف "شبيبة": مبتدأ مرفوع بالضمة. "فما": الفاء: حرف استئناف، "ما": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. "لك": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "بعد": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"صبا"، وهو مضاف. "الشيب": مضاف إليه مجرور. "صبا": حال منصوب. "متيما": حال ثانية.
وجملة "عهدتك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما تصبو" في محل نصب حال. وجملة: "وفيك شبيبة" في محل نصب حال. وجملة "ما لك ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "ما تصبو" حيث وقع حالا من "الكاف" في "عهدتك"، وهو جملة فعلية مضارعية منفية غير مقترنة بالواو، واكتفي فيها بالربط بالضمير، وهو الفاعل المستتر.
١ الصف: ٥.
٢ يوسف: ١٤.
٣ البقرة: ٣٨.
٥٠١- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص٥٥؛ وجمهرة اللغة ص٥٥٥؛ ولسان العرب=

<<  <  ج: ص:  >  >>