للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: والماء غامره.

الرابع: الأكثر في الاسمية الجائزة فيها الأوجه الثلاثة: الربط بالواو والضمير معا، ثم الواو وحدها، ثم الواو وحدها، ثم الضمير وحده، وليس انفراد الضمير -مع قلته- بنادر، خلافا للفراء والزمخشري؛ لما تقدم، ومثل هذه الاسمية في ذلك -على ما يظهر- جملة المضارع المنفي الجائز فيها الأوجه الثلاثة.

الخامس: كما يقع الحال جملة يقع أيضا ظرفا، نحو: "رأيت الهلال بين السحاب"، وجار ومجرورا، نحو: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} ١، ويتعلقان باستقرار محذوف وجوبا. وأما {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} ٢ فليس "مستقرا" فيه هو المتعلق لأنه كون خاص؛ إذ معناه عدم التحرك، وذلك مطلق الوجود.

"حذف عامل الحال":

٣٥٥-

والحال قد يحذف ما فيها عمل ... وبعض ما يحذف ذكره حظل

أي: منع.

يعني أنه قد يحذف عامل الحال: جوازا؛ لدليل حالي، نحو: "راشدا"، للقاصد سفرا، و"مأجورا"، للقادم من حج، أو مقالي، نحو: {بَلَى قَادِرِينَ} ٣، {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} ٤ أي: تسافر. ورجعت، ونجمعها، وصلوا.

ووجوبا: قياسا في أربع صور؛ نحو: "ضربي زيدا قائما"، ونحو: "زيد أبوك عطوفا"، وقد مضتا٥، والتي بين فيها ازدياد أو نقص بتدريج، نحو: "تصدق بدرهم فصاعدا"، و"اشتر بدينار فسافلا"، وما ذكر لتوبيخ، نحو: "أقائما وقد قعد الناس"، و"أتميميا مرة وقيسيا أخرى": أي أتوجد، وأتتحول، وسماعا في غير ذلك.


١ القصص: ٧٩.
٢ النمل: ٤٠.
٣ القيامة: ٤.
٤ البقرة: ٢٣٩.
٥ مضت الأولى في باب المبتدأ والخبر عند الكلام على المواضع التي يحذف فيها الخبر وجوبا؛ ومضت الثانية في هذا الباب "باب الحال" عند تقسيم الحال إلى مؤسسة ومؤكدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>