للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو: "هنيئا لك": أي ثبت لك الخير هنيئا، أو هنأك هنيئا١.

"حذف الحال":

تنبيه: قد تحذف الحال للقرينة، وأكثر ما يكون ذلك إذا كانت قولا أغنى عنه المقول، نحو: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ} ٢، أي: قائلين ذلك، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} ٣، أي: قائلين ذلك.

"أنواع الحال":

خاتمة: تنقسم الحال باعتبارات:

الأول، باعتبار انتقالها عن صاحبها ولزومها له، إلى المنتقلة -وهو الغالب- والملازمة.

والثاني، باعتبار قصدها لذاتها وعدمه، إلى المقصودة -وهو الغالب- والموطئة، وهي الجامدة الموصوفة.

والثالث، باعتبار التبيين والتوكيد، إلى المبينة -وهو الغالب- وتسمى المؤسسة والمؤكدة، وهي التي يستفاد معناها بدونها. وقد تقدمت هذه الأقسام.

والرابع، باعتبار جريانها على من هي له وغيره، إلى الحقيقة -وهو الغالب- والسببية، نحو: "مررت قائما سكانها".


١ يشير الشارح بذكر هذين التخريجين إلى أنه يجوز في نحو قولك: "هنيئا لك" وجهان من وجوه الإعراب: أحدهما: أن يكون "هنيئا" مفعولا مطلقا عامله فعل محذوف من لفظه، وتقدير الكلام: هناك الأمر هنيئا، وثانيهما أن يكون "هنيئا" حالا من فاعل فعل محذوف، وتقدير الكلام على هذا: ثبت لك ذلك الأمر هنيئا، وهنيء صفة وليس بمصدر، فعلى الوجه الأول يكون من نيابة الصفة عن المصدر، وعلى الوجه الثاني يبقى بدون تأويل، والوجه الأول من هذه الوجهين هو مذهب سيبويه رحمه الله وتبعه فيه جار الله الزمخشري في المفصل، والوجه الثاني هو ما ذهب إليه أبو سعيد السيرافي رحمه الله. "عن محيي الدين عبد الحميد".
٢ الرعد: ٢٣، ٢٤.
٣ البقرة: ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>