للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتمييز، نحو: "خاتم حديدًا"، و"باب ساجًا"، و"جبة خزًّا" "ارجرره إذا أضفتها" إليه "كمد حنطةٍ غدا" و"شبر أرضٍ"، و"منوا تمرٍ"، و"ذنوب ماءٍ" و"حب عسلٍ"، و"خاتم حديدٍ"، "باب ساجٍ".

تنبيهان: الأول: النصب في نحو: "ذنوبٌ ماءً" و"حب عسلًا" أولى من الجر؛ لأن النصب يدل على أن المتكلم أراد أن عنده ما يملأ الوعاء المذكور من الجنس المذكور؛ وأما الجر فيحتمل أن يكون مراده ذلك وأن يكون مراده بيان أن عنده الوعاء الصالح لذلك.

الثاني: إنما لم يذكر تمييز العدد مع تمييز هذه المقدرات؛ لأن له باب يذكره فيه، ولانفراد تمييزها بأحكام: منها جواز الوجهين المذكورين، وتمييز العدد إما واجب النصب كعشرين درهمًا، أو واجب الجر بالإضافة كمائتي درهمٍ؛ ومنها جواز الجر بـ"من كما سيأتي؛ ومنها أنه يميز تمييز العدد إذا وقعت هذه المقدرات تمييزا له، نحو: عشرين مدا برا، وثلاثين رطلا عسلا، وأربعين شبرا أرضا.

"والنصب" للتمييز "بعدما أضيف" من هذه المقدرات لغير التمييز "وجبا إن كان" المضاف لا يصح إغناؤه عن المضاف إليه "مثل" {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} ١، "ما في السماء قدر راحةٍ سحابًا إذ لا يصح: ملء ذهب، ولا قدر سحاب، فإن صح إغناء المضاف عن المضاف إليه جاز نصب التمييز، وجاز جره بالإضافة بعد حذف المضاف إليه، نحو: "هو أشجع الناس رجلًا"، و"هو أشجع رجلٍ".

تنبيه: محل ما ذكره من وجوب نصب هذا التمييز، هو إذا لم يرد جره بـ"من" كما يذكره بعد، وقد أعطى ذلك أيضا بالمثال. ا. هـ.

٣٦٠-

والفاعل المعنى انصبن بأفعلا ... مفضلا: كـ"أنت أعلى منزلا"

"والفاعل المعنى انصبن" على التمييز "بأفعلا مفضلا" له على غيره، والفاعل في المعنى هو السببي، وعلامته: أن يصلح للفاعلية عند جعل أفعل فعلا "كأنت أعلى منزلا"، وأكثر مالا؛ إذ يصح أن يقال: أنت علا منزلك وكثر مالك، أما ما ليس فاعلا في المعنى وهو ما أفعل التفضيل بعضه، وعلامته: أن يصح أن يوضع موضع أفعل بعض ويضاف إلى


١ آل عمران: ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>