للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"تعلق الجار والظرف":

خاتمة: يجب أن يكون للجار والظرف متعلق، وهو: فعل، أو ما يشبهه، أو مؤول بما يشبهه، أو ما يشير إلى معناه، نحو: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} ١، {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} ٢، أي: وهو المسمى بهذا الاسم، {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} ٣، أي: انتفى ذلك بنعمة ربك.

فإن لم يكن شيء من هذه الأربعة موجودًا في اللفظ قدر الكون المطلق متعلقًا، كما تقدم في الخبر والصلة.

ويستثنى من ذلك خمسة أحرف:

الأول: الزائد، كالباء ومن، في نحو: {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} ٤، و {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه} ٥.

الثاني: "لعل" في لغة عقيل؛ لأنها بمنزلة الزائد، ألا ترى أن مجرورها في موضع رفع بالابتداء، بدليل ارتفاع ما بعدها على الخبرية.

الثالث: "لولا" فيمن قال: "لولاي"، و"لولاك"، و"لولاه"، على قوله سيبويه إن "لولا" جارة، فإنها أيضًا بمنزلة "لعل" في أن ما بعدها مرفوع المحل بالابتداء.

الرابع: "رب" في نحو: "رب رجل صالح لقيت أو لقيته"؛ لأن مجرورها مفعول في الأول ومبتدأ في الثاني أو مفعول أيضًا على حد "زيدًا ضربته"، ويقدر الناصب بعد المجرور، لا قبل الجار؛ لأن "رب" لها الصدر ما بين حروف الجر، وإنما دخلت في


= حرف جر. منها: جار ومجرور متعلقان بـ"النزول". النزول: اسم مجرور بـ"إلى" وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس" سبيل: اسم "ليس" مرفوع.
وجملة "هي مخلفة": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يستطاع ارتقاؤها": في محل رفع خبر ثان للمبتدأ المحذوف. وجملة "ليس": ومعموليها استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "إلى منها النزول" حيث فصل بين حرف الجر "إلى" ومجروره "النزول" بجار ومجرور "منها" وأصله: "إلى النزول منها" وهذا لا يجوز إلا في الشعر.
١ الفاتحة: ٧.
٢ الأنعام: ٣.
٣ القلم: ٢.
٤ الرعد: ٤٣؛ والإسراء: ٩٦.
٥ فاطر: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>