للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أدلة بقاء هذا المضاف على تنكيره نعت النكرة به، نحو: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} ١، وانتصابه على الحال، نحو: {ثَانِيَ عِطْفِه} ٢، وقوله: "من الكامل":

٥٩٣-

فأتت به حوش الفؤاد مبطنًا ... سهدًا إذا ما نام ليل الهوجل

والدليل على أنها لا تفيد تخصيصًا أن أصل قولك: "ضارب زيد": ضارب زيدًا"؛


= ومجرور متعلقان بـ"مباعدة". "وحرمانا": الواو حرف عطف، "حرمانا": معطوف على "مباعدة" منصوب.
وجملة: "يا رب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لو كان يعرفكم" الشرطية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "يطلبكم" في محل نصب خبر "كان". وجملة "لاقى" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم
الشاهد فيه قوله: "يا رب غابطنا" حيث جر اسم الفاعل "غابطنا" المضاف إلى ضمير المتكلم بـ"رب" التي لا تدخل إلا على النكرة. فدل على أن اسم الفاعل "غابط" لم يكتسب التعريف بإضافة إلى الضمير؛ إذ لو اكتسب التعريف لما دخلت عليه "رب".
١ المائدة: ٩٥.
٢ الحج: ٩.
٥٩٣- التخريج: البيت لأبي الكبير الهذلي في جمهرة اللغة ص٣٦٠؛ وخزانة الأدب ٨/ ١٩٤، ٢٠٣؛ وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٧٣؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٨؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص٨٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٢٧؛ والشعر والشعراء ٢/ ٦٧٥؛ ولسان العرب ٣/ ٢٢٤ "سهد"، ٦/ ٢٩٠ "حوش"، ١١/ ٦٩٠ "هجل"؛ ومغني اللبيب ٢/ ٥٥١؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص١١٧٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٨٠؛ ولسان العرب ١٤/ ٢١٤ "جيا".
شرح المفردات: أنت به: ولدته، والتاء تعود إلى أم تأبط شرًّا، والهاء في "به" تعود إلى تأبط شرًّا. حوش الفؤاد: أي الجريء. المبطن: الضامر البطن. السهد: قلة النوم. الهوجل: الأرض الواسعة، أو الأحمق.
المعنى: يقول: إن تأبط شرًّا قد ولدته أمه جريئًا، قوي الفؤاد، ضامر البطن، لا ينام إلا قليلًا في الصحراء الواسعة، أو كما ينام الأحمق.
الإعراب: "فأتت": الفاء بحسب ما قبلها، "أنت": فعل ماضٍ والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". "به": جار ومجرور بـ"أنت" "حوش": حال منصوبة، وهو مضاف. "الفؤاد": مضاف إليه مجرور. "مبطنًا": حال ثانية منصوبة. "سهدًا": حال ثالثة منصوبة. "إذا" ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "نام": فعل ماضٍ. "ليل": فاعل مرفوع، وهو مضاف "الهوجل": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "أتت" بحسب ما قبلها. وجملة "نام" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "حوش الفؤاد" حيث أضاف الصفة المشبهة إلى فاعلها، فلم تستفد بهذه الإضافة تعريفًا بدليل مجيئها حالًا من الضمير في "به".

<<  <  ج: ص:  >  >>