للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابعة: إضافة المعتبر إلى الملغى، نحو: "اضرب أيهم أساء"، وقوله "من الطويل":

٥٩٧-

أقام ببغداد العراق وشوقه ... لأهل دمشق الشام شوق مبرح

الثالث: أهمل هنا مما لا يتعرف بالإضافة شيئين:

أحدهما: ما وقع موقع نكرة لا تقبل التعريف، نحو: "رب رجل وأخيه"، و"كم ناقة وفصيلها"، و"فعل ذلك جهده وطاقته"؛ لأن "رب" و"كم" لا يجران المعارف، والحال لا يكون معرفة.

ثانيهما: ما لا يقبل التعريف لشدة إبهامه كـ"مثل" و"عين" و"شبه". قال في شرح


= بمحذوف خبر المبتدأ. ومن: "الواو": حرف عطف، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. بيك، فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". حولًا: ظرف زمان متعلق بـ"بيك". كاملًا: نعت "خولًا" منصوب. فقد: "الفاء": رابطة جواب الشرط، "قد": حرف تحقيق. اعتذر: فعل ماض مبني على الفتح وحرك السكون مراعاة للروي، وهو جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "من بيك": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد اعتذر" في محل جزم جواب الشرط. وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر "من".
الشاهد فيه قوله: "اسم السلام" حيث أقحم "اسم" بحيث إذا سقط لا يختل المعنى.
٥٩٧- التخريج: البيت لبعض الطائيين في الدرر ٥/ ١٦؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٧٨؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ٢/ ٣٠٧.
اللغة: أقام: سكن. بغداد: عاصمة العراق حاليًا. دمشق: عاصمة سورية اليوم. المبرح: المضني.
المعنى: يقول: إنه مقيم ببغداد وأحباءه مقيمون في دمشق، وشوقه ينازعه إليهم ويضنيه.
الإعراب: أقام: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو" ببغداد: جار ومجرور متعلقان بـ"أقام"، وهو مضاف. العراق: مضاف إليه مجرور. وشوقه: "الواو": حالية، و"شوقه": مبتدأ مرفوع وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. لأهل: جار ومجرور متعلقان بـ"شوق"، وهو مضاف. دمشق: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الشام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. شوق: خبر المبتدأ مرفوع. مبرح: نعت "شوق" مرفوع بالضمة.
وجملة "أقام": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شوقه": في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "بغداد العراق" و"دمشق الشام" حيث أضاف "بغداد" إلى "العراق"، و"دمشق" إلى "الشام"، وهي إضافة المعتبر الذي لا يستغني الكلام عنه إلى الملغى الذي يمكن الاستغناء عنه ولا يختل الكلام بسقوطه. فلو قال: أقام ببغداد وشوقه لأهل دمشق مبرح، لم يختل الكلام ولم يتغير معناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>