للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي كل من "نعم" و"بئس" ضمير هو الفاعل١.

ولهذا الضمير أحكام:

الأول: أنه لا يبرز في تثنية ولا جمع، استغناء بتثنية تمييزه وجمعه، وأجار ذلك قوم من الكوفيين، وحكاه الكسائي عن العرب، ومنه قوله بعهضم: "مررت بقوم نعموا قومًا"، وهذا نادر.

الثاني: أنه لا يتبع، وأما نحو: "نعم هم قومًا أنتم"٢ فشاذ.

الثالث: أنه إذا فسر بمؤنث لحقته تاء التأنيث، نحو: "نعمت امرأةً هندٌ"، هكذا مثله في شرح التسهيل، وقال ابن أبي الربيع: لا تلحق، وإنما يقال: "نعم امرأةً هندٌ"، واستغناء بتأنيث المفسر، ونص خطاب على جواز الأمرين، ويؤيد الأول قوله: "فبها ونعمت".

الرابع: ذهب القائلون بأن فاعل "نعم" الظاهر يراد به الشخص إلى أن المضمر كذلك وأما القائلون بأن الظاهر يراد به الجنس فذهب أكثرهم إلى أن المضمر كذلك، وذهب بعضهم إلى أن المضمر للشخص، قال: لأن المضمر على التفسير لا يكون في كلام العرب إلا شخصًا.

ولمفسر هذا الضمير شروط:

الأول: أن يكون مؤخرًا عنه، فلا يجوز تقديمه على "نعم" و"بئس".


= الإعراب: "تقول": فعل مضارع مرفوع. "عرسي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "وهي": الواو: حالية، "هي": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"تقول". "في عومرة": جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ "بئس": فعل ماض جامد لإنشاء الذم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: "هو". "امرأ": تمييز "وإنني": الواو حرف عطف، "إن": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". "بئس": فعل ماض جامد لإنشاء الذم. "المرة": فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "تقول عرسي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وهي لي في عومرة" في محل نصب حال. وجملة: "بئس امرأً" في محل نصب مفعول به. وجملة: "بئس المرة" في محل رفع خبر "إن".
الشاهد فيه قوله: "بئس امرأ" حيث رفع الفعل "بئس" ضميرًا مستترًا فسر التمييز الذي بعده "امرأ".
١ أي أن في "نعم" في الشواهد السابقة، و"بئس" في الآية المتقدمة، والشاهد الأخير ضميرًا مستترًا هو الفاعل.
٢ "هم": توكيد للضمير المستتر في "نعم"، و"أنتم" هو الخصوص بالمدح.

<<  <  ج: ص:  >  >>